رمضان على الابواب
تحت عنوان
الصور الوهمية
بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين
بعد ايام سوف ندخل شهر الاستعراض الوهمي
وسوف ترى الجوامع يملئه المصلون وسوف ترى من يوجه انتقاد للسلطات بعطاء حرية
لهؤلاء المصلين ولو جاء احد من خارج عالمنا كان ليردد ان هذا العالم ملائكي مئة
بالمئة وهذا غير صحيح والحقيقة العالم يملئه الكذب والخداع والابتعاد كل البعد عن
الذات الالهية ولو نظرنا الى ما يحدث في عالمنا لا نجد ما يدل على وجود المتديينون
كما يدعون هم فالعالم اليوم عبارة عن غابة يأكل القوي منا الضعيف ولم يقف الامر
عند هذا فحسب فمن ابرز الصور في عالمنا اليوم هي صورة المنافق والذين يكذبون على
الله بشكل علني فمنا من يتاجر بخبز الفقير ليملئ البطون بمال السحت ويقول اهم شيء
هو الصلاة أي صلاة هذه التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر والسؤال هنا لو كان هناك
من يمسك بزمام الدين هل كان حالنا هذا اليوم والغريب ان في شهر رمضان يتحول الجميع
الى أنبياء بلا دعوة وترى مظاهر التقى والتدين والغريب ان اصحاب القلوب الرحيمة لا
يكون لهم اي نوع من الظهور سوى خلال هذا الشهر وما لا يعلمه الكثير ان أصل الدين
معاملات وتدعمها العبادات فالعبادة التي ليس لها اثر في الحياة اليومية تكون وجه
من أوجه النفاق وهنا يكون السؤال اذا كان ما يدعون هو الصدق وانهم عباد الله فمن
يكذب ويسرق ويقتل وكلما سألت أحدهم قال لك ان من يفعل هذا هو قد كفر بالله والغريب
ان الجميع بلا استثناء يفعلون ما يتناقض مع جاء به الله على لسان الرسول وسوف تظهر
في هذا الشهر الكثير من الصور الوهمية للتباهي والرياء امام الناس والادعاء بما لا
يمتلكون من تقوى والورع ومن الناس قد يرى فيما كتبت انها نوع من التسقيط للدين
ورجاله وهذا غير صحيح انما استعرض لتلك الصور التي ساهمت بشكل مباشر بتشويه صورة
الدين امام الرأي العام وقد يغضب الكثير من ما ورد هنا ولكنها الحقيقة التي يجب
تسليط الضوء عليها لانها اصبحت ظاهرة بشكل واسع وقد تكون المسئلة هي اكبر من امراض
اجتماعية وهؤلاء هم ذاتهم من يقتل ويسرق ويحدث الناس بأن كل شيء يخذ بشكل فردي فمن
يسرق هذا ذنب ولكن الصلاة فرض ومن يقتل ذنب لكن الصلاة والصيام فرض وهذا ليس مقتصر
على الدين الاسلامية ولكنه يشمل اغلب الديانات السماوية فليست المسيحية واليهودية
بأحسن حال من الاسلام ومن يحدث الناس عن السلام والسلم في هذا العالم هو ذاته يرى
ويسمع كل يوم عن الالف البشر يقتلون ويجوعون وينكل بهم ويكتفي برسائل الاستنكار
والشجب وقرارات اممية لا تغني عن جوع او عطش فالمشهد بعرض مستمر بعيد كل البعد عن
أرادة الله وما يرد ان يكون على الارض وفي نهاية ما بدأت وبعد كل ما ذكرت يردون
اننا اتباع الله ويستحضرني قول الله تعالى (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) صدق الله العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق