أمي
تحت عنوان
مدرسة الرجال
بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين
لان اتكلم عنها بكلمات أنشائية لتميع
صورتها أمام الرأي العام هي الشخصية القوية القادرة على صنع شخصية الرجال في
أبنائها وتبدأ الحكاية في في عام 1975 عند ولادة الطفل الاول بعد ثلاث بنات وكانت
الفرحة الكبيرة في ذلك البيت وبعد مرور أشهر أصيب ذلك الطفل بمرض سبب له الشلل
العام في كل جسده الصغير وكانت الصدمة التي استوعبتها تلك المرأة وعندها تبرز
شخصيها وتتخذ القرار في عدم اليأس لما كتبه القدر وتبدأ قصتها مع التحدي فمن طبيب
الى اخر ومن مستشفى الى اخرى ومرت السنوات وتتالت الابناء لها ولكنها لم تنسى
واجبها أتجاه ذلك الطفل حتى كان بناء الجسر الثالث في مدينة الموصل ووصول كادر
طيبي معهم من الصين وهنا كان القرار في عرض ذلك الطفل على أولائك الاطباء وكان
العلاج لهذا الطفل وقد نجح العلاج لذلك الطفل وتماثل للشفاء وهذه صورة جهادية من
عشرات الصور لتلك الام ولهذه المرأة شخصية مغايرة لم نعرفه في ما سمعنا او قرأنا
ولهذه المرأة أبناء رجال زرعة فيهم ما يقدمهم كصورة مشرفة امام المجتمع فكان منهم (الشهيد
محمد) البطل الذي شهد له الجميع بشجاعته تكاد ان تكون اسطورية وهو رجل صاحب المبدأ
الذي قدم ذاته من أجل مبدأ امن به وصدقه وتمسك به حتى اخر لحضه من حياته ولم تكن
ولادة تلك الشخصية ليس محض صدفه ولكن ما قدمت تلك الام من دعم معنوي ساهم بشكل
كبير ببناء تلك الشخصية ولم يقف الامر عند هذا فكان (الدكتور احمد) صاحب الشخصية
القوية ولهذا الرجل قصة مغايرة فكان رجل منذ الصغر ويحترمه الجميع وكان هذا ايضا
احد نتائج شخصية تلك الام وهنا يأتي أخر الابناء والبنات (مصعب) هو النقاء اذا صح
التشبيه يتكلم ما في قلبه وما رأيت احد التقى به الا واحبه ويشهد له بطيب القلب
وكل هذا وأكثر كانت في مدرسة أمي تلك الجوهرة التي كان لها بريق في صناعة تلك
الشخصيات من الرجال وأكثر ما اذكر عنها انها كانت لا تخفي أي شي نفعله فعند دخول
ابي رحمه الله كانت تسرد له الاحدث وكنا صغار ننزعج من هذا ولكن بعد مرور السنوات
فهمنا مقصد ذلك العمل انه كان لمصلحتنا فمن أسس التربية الصحيحة فلا بد للاب ان
يعلم كل ما يجري ليكون اتخاذ الموقف الصحيح وقد تكون هذه الكلمات قطرة في عمق
المحيط تلك المرأة الفاضلة التي هي أمي وقد أذكرها ولم أذكرها من قبل ان من أوائل
الابيات الشعرية التي كان لها الاثر في تكوين شخصيتي هي تتحدث عن الام فكانت .
ولو عصفت رياح
الهم عصفا
ولو قصفت رعود الموت قصفا
ففي أذني عند النزع صوت
يحول لي
عزيف الجن عزفا
فيطربني وذلك صوت امي
والحق يقال ان
أمي أكبر بكثير ان تصفها كلمات حفظها الله لنا كيف لا وهي تمثل كل المصطلحات
الانسانية التي عرفتها البشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق