الأحد، 3 يناير 2021

مقال

 

العراق وأزمة الكذب

تحت عنوان

حقائق

بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين



ونحن نعيش اليوم جملة من الازمات كهرباء وماء والرواتب والقضايا الحياتية للمواطن البسيط وكل هذا بسبب ازمة واحدة ولا غيرها وهي الكذب ويمارس الكذب في العراق من اعلى راس الهرم وكل فئات الشعب وتبدأ الحكاية ايام النظام السابق واكذوبة الجيش الذي لا يقهر وتلك الحرب العبثية التي راح ضحيتها الكثير من البشر دون وجه حق وأستمر الامر على هذا الحال وتمر الايام ويستمر الكذب على اعلى المستويات حتى اصبحت عاده يمارسة الجميع ، اما عن يومنا هذا فأصبح الكذب هو وسيلة حياة يجب الاستعانة بها لديمومة الحياة هنا ف (رأس الحكومة) يمارس الكذب من خلال الاستعانة بالاستعراض الاعلامي من خلال تصريحات لا تضر ولا تنفع ولا يقف الامر عند هذا فالوزراء اصبحوا مقلدين له ويكثرون استمعال مصطلح سوف و (نظرية التسويف) التي كانت الابرز في تصرحاتهم وهذا ينطبق على كل من هو في مركز المسؤولية وليس هذا بشيء الغريب والدولة تم بنائها على المجاملات وتحت مصطلح (مشيني ومشيك) أي اصمت انت عن ما افعل وساصمت عن ما تفعله انت ومن هنا نفهم نظرية ترسيخ الفساد في مفاصل الدولة ولهذا كان الاثر الكبير في ما نعاني اليوم من كوارث في حياتنا اليومية على صعيد الفرد او المجتمع فعندما يتحدث احدهم يعطي احساس لدى المستمع ان الرجل صادق بما يقول وبعد وقت تكون الصدمة فلا صدق في الحديث ولا جدية في العمل حتى تلك الانتصارات على المستوى العسكري هي مجرد انجازات لبعض الدول التي لها مصالح داخل البلد ومرض الكذب انتشر على مستوى واسع بين الناس ولم يحصر في الطبقة الحاكمة للبلد فالموظف في دوائر الدولة على سبيل المثال هو يعمل ست او سبع ساعات ولكن في حقيقة الامر معدل عمله مهم كانت وظيفتة ثلاث ساعات لا اكثر وهذه حقيقة يعرفها الجميع وهذا ايضا من انواع الكذب فترى احدهم يتقاضى مبلغ مبالغ به وهو لا يقوم بالعمل بالشكل الصحيح وهذا ايضا نوع من انواع الكذب حتى صاحب المهن الحرة في البلد فترى صاحب المحل يكذب ليبع بضاعته وسائق التكسي عندما تساله عن الاجرة يقول لك (بكيفك) اي ادفع ما تشاء وهذه الكلمة هي باب لفرض عليك واقع حال ودفع اكثر من ما هو مطلوب عند وصولك للمكان الذي تريد وهذا كذب ايضا وقد وصل الكذب لعمل (الزبال) اي عامل النظافة فترهم طوال اليوم يجلس في الشمس ينتظر الساعات لكي تمر وفي نهاية الشهر ليقبض الراتب وهذا كذب ايضا وكل هذا واكثر من مظاهر الكذب حتى وصل الامر لقضية الدين فترى احدهم يكذب ويسرق ويتطاول ويوم الجمعة يرسل الى اصحابه ادعية وجمعة مبارك ليوهم الناس بانه متدين ويستحضرني في هذا كلمات لوالدي رحمه الله كان يقول (ان الكذب حبال الشيطان) اي ان الكذب مفتاح لكل الافعال المشينة التي قد تحدث وهذا بالضبط ما نعاني منه اليوم وقد بلغ الامر الحد الاقصى في الكذب فترى احدهم يرى اخر يساله عن احواله فيخبروه انه بخير وهذا كذب ولا جدال في هذا وفي نهاية كل تلك الصور التي ذكرت نصل الى نتيجة ان الكذب هو الازمة الحقيقية التي نعاني منها اليوم وكما يقال في الاثر (النجاة في الصدق)  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...