الاثنين، 1 يونيو 2020

مقال


ما يحدث في أميركا
تحت عنوان
صدق الرجل ... نحن قوم لا نستحي
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين

هناك مثل عربي يقول ( يرى القشة في عيون الناس ولا يرى الود الذي في عينه) هذا حال الكثير من العراقيين والعرب والمسلمين فذهبوا يتكلمون عن موت رجل اسود واحد قامة عليه الدنيا ولم تقعد وينظرون ويطلقون العنان لفلسفات معيبة بكل المقاييس الإنسانية وتناسوا حين قال اعظم شعراء العرب أبو الطيب المتنبي حين قال
  لا تشتـر العبـد إلا والعصا معـه *** أن العبيـد لأنـجاس مناكيــد
وهذا بتحديد اقسى صور العنصرية وسوف يقول البعض ان هذه الكلمات بحق رجل طاغية كان يحكم وهو (كافور الإخشيدي) وهذا غير صحيح لان في الكلمات تعميم أعمى لا يقبل الجدال وليس هذا اصل الموضوع انما استفزتني بعض النظريات العبقرية لأصحاب العقول الخاوية يقول هذا انتقام الله لقتل فلان وعلان وهذا غير صحيح فما قتل سين او صاد الا لأنه قاتل وقد بشر نبينا الكريم صلى عليه وسلم القاتل بالقتل والاغرب من كل هذا ترهم يتحدثون في القنوات والمنصات الإعلامية عن الموضوع وكأنهم أنبياء أو أولياء او من اتباعهم وكل يوم يتساقط في شوارعنا العشرات وقد يصل العدد الى المئات وهم صامتون وكأن الامر لا يعنيهم والعنصرية فينا ليست جديدة يا سادة فمنذ فجر الإسلام واختلاف قريش مع النبي كان على أساس عنصري وليس لها قضية في ما يخص الديانة ولو كان الرسول من بني أمية لم كان هناك خلاف او حروب وهذه حقيقة يجب ان يعلمها الجميع اما في العصر الحديث فأنتم رعاة الفكر القومي الذي يدعوا لتهميش الاخرين تحت مسمى العروبة ولم يقف الامر فيكم عند هذا فحسب فمن يدعون الايمان اليوم تحت ضوء الأحزاب الا إسلامية لم يقرؤوا قول الرسول ص ( لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى) فنشأة فكرة التكفير كل من يختلف معهم في الفكر وهذا أيضا باب من أبواب العنصرية أما في يوما هذا فكم من الشباب سقط في شوارعنا لانه فقط يطلب حقه في الحياة وما حدث في أمريكا ان دل على شيء يدل على الوعي المجتمعي الذي نفتقده اليوم أما عن ما يحدث من فوضى وحرق وتكسير وسلب ونهب فلسنا انبياء لنتحدث عنهم بما يعيبهم فمن منا لا يتذكر أيام سقوط النظام في العراق وعمليات السلب والنهب المتعمد وغير المتعمد ف اذا امن العقاب اساء الادب فالأمر طبيعي فهم ونحن بشر ولكن المعيب ان تتعامل بمنطق (غرب يقول لغراب وجهك اسود) وهذه الكلمات ليست دفاع عن أمريكا والامريكيين ولكن هو صورة من النقد الذات ويجب علينا قبل التكلم عن أحد النظر في المرايا دقائق لترى من تكون انت وبعدها اطلق العنان للسانك في نقد هذا وذاك فهناك صور في عالمنا اليوم لم تجرئ أي من رموز العنصرية والطائفية على اقترافها فنحن من نذبح على الهوية ونحن أيضا من أساء لصورة الله في عيون البشرية جمعاء وقلنا الله قد ارسلنا لقتالكم والله بريء من ما تتحدثون ونحن أيضا نعاني من الجهل الكارثي الذي وصل الامر فينا لو سالت احدهم هل انت متأكد ان الأرض دائرية يجيبك ب نعم وهو ليس متأكد من هذا وهنا يأتي احدهم للتنظير بما لا يعلم ويسير خلفه القطيع الاعمى للأسف في هذا الامر فالأجدر بنا البناء لمجتمع خالي من عقد الماضي والمضي لصنع الحياة التي يرضى عنها الله ليمدكم بالخيرات والانفس وهذا ليس بالأمر الصعب كما يظن الكثير ولكن لو التزمت نفسك وأهلك في صنع الخير وعمل كل فرد بما ورد هنا لتحول عالمنا الى وجه أخر يملئه الخير والطيب الصدق والإخلاص في كل شيء وهذا ما نرجوه وليس هو عند الله بعظيم وفي نهاية ما بدأت لان أقول بانني خير منك معاذ الله عن هذا ولكن هي كلمات اقصد بها وجه الله بما هو مطلوب مني على وجه هذه الأرض والله القصد والمراد وهو يشهد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...