الاثنين، 27 أبريل 2020

مقال


القصة القصيرة والدراما السورية
تحت عنوان
بقعة ضوء
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين

في البداية يجب تعريف القصة القصيرة وهي سرد نثري اقصر بكثير من الرواية لحدث معين لوقت محدود لموقف معين او جانب من جوانب الحياة ويعتبر ادب هجين كان للأدب الأوربي الريادة فيه وبعدها انتقل الى العالم العربي وكان له ابطاله أمثال يوسف إدريس في مصر، وأحمد بوزفور في المغرب، وزكريا تامر في سوريا ، وبقى هذا الادب سجين الأوراق في الصحف والمجلات حتى كانت فكرة (بقعة ضوء) والفكرة هي للفنانين ايمن رضا وبسام ياخور ولا جدال في هذا ومن ساهم في كتابة النصوص الدرامية لهذا العمل كثيرين ومنهم د. ممدوح حمادة، دلع الرحبي، حازم سليمان، مازن طه وأخرون وتأخذ كل حلقة موضوع معين من الحياة بين انتقاد و تسليط الضوء على حالة معينة ولم يقف الامر عند هذا ولكن تتضمن طرح مشاكل وحلول لبعض القضايا الحياتية ولا تخلو من الكوميديا في بعض الأحيان ويتضمن العمل أجزاء كثيرة وهو بعيد عن التكرار ولهذا العمل خصوصية مميزة ولا يعتبر الأول فكانت قبلها فكرة المرايا والفنان القدير ياسر العظمة ولكن فكرة المرايا كان فيها نوع من الاحتكار من الفنان العظمة وهذا ما أساء للفكرة من ناحية المضمون ولكن بقعة الضوء تمتاز بالتنوع والتناغم على الصعيد الدرامي والموضوعي وهذا ما أضاف طفرة نوعية في السياق الدرامي في تناول القصة القصيرة في الاعمال الدرامية واذا اخذنا كل حلقة وما تتضمن سوف تجد ان هناك ابداع فني في طرح القضايا وهناك ما يسمى بالترميز في بعض المواضيع وهذا يعود الى التقنية الكتابية في معالجة النص الادبي والفني وهذا ليس بالأمر السهل كما يظن البعض وهناك قفزات زمانية ومكانية في بعض الحلقات وقد كان العمل هو بمثابة ترجمة للنص النثري للقصة القصيرة والدراما السورية لها الريادة في هذا النوع من الاعمال وهذا ما لم يسبقهم اليه احد ومن هنا نفهم العلاقة الوثيقة التي كانت ما بين القصة القصيرة والاعمال الفنية التي تركت الأثر في نفوس المجتمع من خلال العزف على الاوجاع والابتسامات من خلال الصور التي رسمتها تلك الأقلام وكانت ترجمتها اعمال فنية رصينة وهذا النوع من الاعمال لا يجب ان يمر مرور العابرين انما يجب تسليط الضوء على نوعية تلك الاعمال والاشادة بها من خلال كل المجالات التي مرت بها وان الاعمال الأدبية التي اخذت الحيز الكبير على الشاشات الكبيرة من الادب كانت الروايات وقد كان للأدباء في مصر القدر الأكبر منها فأخذت نصيبها من الإشادة والتكريم والجوائز وتأتي القصة القصيرة اليوم لتحقق ما لم يتوقعه احد من خلال الشاشة الصغير المتجسدة في بقعة ضوء لتحقق الهدف مما كان لها مرسوم وهنا يكون دور الناقد العربي في الإشادة واعطائها حقها وما تستحق لأنها بحق انجاز غير وجه الدراما وتستحق الثناء ... ولهذا كتبت       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...