الاثنين، 27 أبريل 2020

مقال


مسلسل الخربة
تحت عنوان
النقد السياسي الساخر
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين  

يظن البعض انه مسلسل كوميدي من الطراز الأول وهو بعيد عن هذا انما هم يعد من النقد السياسي الساخر للأنظمة العربية وتصرفاتها في القرن الماضي والمسلسل من تأليف الكاتب الرائع الدكتور ممدوح حمادة ومن اخراج ليث حجو وهو من انتاج لسنة 2011 وتهم المسلسل في التهكم على الطائفة الموحدين الدروز وهذا غير صحيح انما المسلسل صور نقدية للوضع السياسي المهيمن على الدول العربية وطريقة التعامل بينهم وقد نجح المؤلف في إيجاد معالجة دقيقة في توطين الاحداث في المسلسل لإيجاد الرموز المنتقاة لرسم الصورة التي كانت ذلك الوقت من قضايا التناحر بين أبناء الوطن الواحد وقضية هيمنة بعض الشخوص على مقدرات الشعوب وقضية تقديس القائد الأوحد وهذا ما جسده كل من الفنان دريد لحام والفنان رشيد عساف ومصادرة الآراء والتمسك بالرجعية في الفكر في الحلول لقضايا القرية التي ترمز للوطن العربي الواحد ويتضمن العمل الكثير من الترميز ومنها قضية الكذب الذي كان يتحلى بها كل من شخصية أبو نايف وأبو نمر التي كانت الشماعة التي يرتكز عليه زعماء القرية في تغيب العقول لإبعادهم عن ما يمكن ان يفكروا به وهناك صور عديدة كانت من خلال السياق الدرامي ومنها طرح فكرة التحزب الاعمى من خلال شباب القرية الذين لا يعرفون من الحزب الذين انضموا له الا كلمة محاربة الإمبريالية والذين لا يعرفون المعنى الحقيقي للكلمة الا من خلال كلمة واحدة كلما سأل احدهم يقول (انها حقيرة احقر شيء بالدنيا) ومدلول هذا يرمز الى الانهيار الثقافي لبعض الأحزاب التي في المنطقة العربية وهنا يمكن الهفوه التي تحسب على المؤلف لان الحزب الذي اختاره وارمز له يعتمد على الثقافة في الترويج لنفسه وهذا لا يعيب العمل والعمل لا يعتبر نقد سياسي خالص انما كحل العمل بصور للنقد الاجتماعي من خلال صور عديدة ومنها قضية الزواج من الأقارب وقضية التعليم والمشاكل التي يعاني منها في ذلك الوقت ومن القضايا التي جذبة انتباهي شخصية الرجل الثاني وشخصية جوهر وعلاقته بالمسؤولين في الدولة وقضية الانتهازيون في مفاصل الدولة والتي قد تساهم بشكل كبير في الانهيار ومن الصور التي أثلجت قلبي ما ختم به العمل من قضية رسم الحدود والرفض الشعبي الذي كان بوجه المخطط وهذا كان بمثابة نهاية لكل ما طرح من صور نقدية للواقع السياسي للأنظمة التي يراد ان يشار لها من العمل وقد كان هذا العمل من الاعمال العملاقة في الدراما السورية التي كان لها تاريخ كبير في هذا المضمار على شاكل (كاسك يا وطن) وغيرها الكثير من الاعمال والحق يقال ان الابداع السوري في هذا المضمار له بصمة في التاريخ الدرامي وهذا ما لا يمكن انكاره والنقد الحقيقي ليس اظهار العيوب ولكن الثناء على الاعمال المتميزة ومسلسل الخربة منها ولهذا كتبت   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...