فيروز ومشوارها
تحت عنوان
قراءات في إدارة
الابداع
بقلم البارون الأخير
/ محمود صلاح الدين
من منا لا يعرفها ؟ هي عصفور الصبح والصوت الملائكي الذي
ما ترى منزل يخلو من رنين صوتها كل صباح . وكثير ما كان يتحدث صديقي وعرابي
الدكتور احمد ميسر السنجري عن إدارة الابداع ، وهو يقول : ( ان إدارة الابداع اهم من الابداع بحد ذاتها )
. ولم كنت ادرك وقتها ما كان يرمي له الا بعد فترة ادركت معنى تلك الكلمات . وهنا
تأتي تجربة الفنانة الكبيرة فيروز وتجربتها الغنائية كمثال مازال حي ، وهي ابنت
الجبل ، والكنيسة ، وتراتيل الانجيل المقدس . فتاة صغيرة تتزين بثوب الخجل والتردد
واتخاذ القرار ، وهي تمتلك تلك الطاقة الجبارة ان صح التعبير في امتلك صوت رخامي ،
يحمل معه صلابة الجبل ، وعطف قطرات الندى عند كل صباح ، لتمنح الحياة لكل ركن من
اركان الأرض . ويجب القول ان هناك مثل عربي شهير ينطبق على الفنانة فيروز ، والمثل
يضرب ولا يقاس وهو ( الديك الفصيح من البيضة يصيح ) . فهي من غنا للأرض ، و الشمس
، و والوطن ، والحبيبة . وهي بحد ذاته مدرسة موسيقية من العيار الثقيل ، ولكن رغم
كل ما تملك من إمكانيات لم تكن لترى النور لو لا إدارة الابداع ، الذي تبناها كل
من الاخوة الرحباني على نطاق واسع ، في هذا المضمار فكان ثلاثي الفن في عالم
الموسيقى ، بين شاعر ، وملحن . بدأ المشوار الفني من العمل المتواصل ليل نهار ووضع
حجر أساس لأكبر صرح غنائي التي عرفتها العرب . فكانت في زمن فيه الكثير من
العمالقة في ذلك المجال ، ولكن إدارة الابداع جعلت منها الصاروخ في عالم يزدحم
بكبار المطربين ، ولكن لم يكن عائق امام تلك التجربة الغنائية ، في بسط نفوذها على
الساحة الفنية وقد لعب الاخوة دور السلم للصعود بتلك الموهبة الى قمة الهرم . بعد
ان كانت موهبة يحجبها نوع من الخوف والخجل ، ولهذا كان من البديهي ان يكون لها دور
الموجه الى الطريق الصحيح ، في الاحتفاظ بالشخصية المحافظة ، والانطلاق نحو المجد
، مع الاحتفاظ بكل القيم التي اكتسبتها في الصغر . وقد قام زوجها عاصي الرحباني
بدور المرشد ، وصمام الأمان لها. من خلال بث روح الشجاعة للأقدام على مواصلة
نشاطها رغم الحروب التي كانت في ذلك الوقت، وعزوف البشر عن حضور الحفلات ، خوف من
شبح المعارك . ولقد كان هذا دافع لها الى الامام وهو يعتبر إدارة لتلك الموهبة ،
ولا ننسى الدور الرائد لا خوه زياد الرحباني في تلك التجربة ، في الحفاظ على لون
الغنائي لفيروز والتشتت الفني الذي ينتاب بعض المطربين قديماً وحديثاً، وهنا يكمن
اصل الموضوع إدارة الابداع . واحب ان انهي ما بدأت في ان فيروز قدمت مثال حي
لشخصية المرأة العربية التي ممكن الحصول على التألق ، مع الاحتفاظ بالكرامة وعدم
تقديم بعض التنازلات التي تحدث في يومنا هذا ، والالتزام الأخلاقي لا يحكمه دين ،
او مذهب ، انما هو قناعه صادقة نابع من ارض طيبة
واطال الله في عمرها اشتدهت وإبداعات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق