الاثنين، 16 يوليو 2018

مقال


فيروز ومشوارها
تحت عنوان
قراءات في إدارة الابداع
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
من منا لا يعرفها ؟ هي عصفور الصبح والصوت الملائكي الذي ما ترى منزل يخلو من رنين صوتها كل صباح . وكثير ما كان يتحدث صديقي وعرابي الدكتور احمد ميسر السنجري عن إدارة الابداع ، وهو يقول :  ( ان إدارة الابداع اهم من الابداع بحد ذاتها ) . ولم كنت ادرك وقتها ما كان يرمي له الا بعد فترة ادركت معنى تلك الكلمات . وهنا تأتي تجربة الفنانة الكبيرة فيروز وتجربتها الغنائية كمثال مازال حي ، وهي ابنت الجبل ، والكنيسة ، وتراتيل الانجيل المقدس . فتاة صغيرة تتزين بثوب الخجل والتردد واتخاذ القرار ، وهي تمتلك تلك الطاقة الجبارة ان صح التعبير في امتلك صوت رخامي ، يحمل معه صلابة الجبل ، وعطف قطرات الندى عند كل صباح ، لتمنح الحياة لكل ركن من اركان الأرض . ويجب القول ان هناك مثل عربي شهير ينطبق على الفنانة فيروز ، والمثل يضرب ولا يقاس وهو ( الديك الفصيح من البيضة يصيح ) . فهي من غنا للأرض ، و الشمس ، و والوطن ، والحبيبة . وهي بحد ذاته مدرسة موسيقية من العيار الثقيل ، ولكن رغم كل ما تملك من إمكانيات لم تكن لترى النور لو لا إدارة الابداع ، الذي تبناها كل من الاخوة الرحباني على نطاق واسع ، في هذا المضمار فكان ثلاثي الفن في عالم الموسيقى ، بين شاعر ، وملحن . بدأ المشوار الفني من العمل المتواصل ليل نهار ووضع حجر أساس لأكبر صرح غنائي التي عرفتها العرب . فكانت في زمن فيه الكثير من العمالقة في ذلك المجال ، ولكن إدارة الابداع جعلت منها الصاروخ في عالم يزدحم بكبار المطربين ، ولكن لم يكن عائق امام تلك التجربة الغنائية ، في بسط نفوذها على الساحة الفنية وقد لعب الاخوة دور السلم للصعود بتلك الموهبة الى قمة الهرم . بعد ان كانت موهبة يحجبها نوع من الخوف والخجل ، ولهذا كان من البديهي ان يكون لها دور الموجه الى الطريق الصحيح ، في الاحتفاظ بالشخصية المحافظة ، والانطلاق نحو المجد ، مع الاحتفاظ بكل القيم التي اكتسبتها في الصغر . وقد قام زوجها عاصي الرحباني بدور المرشد ، وصمام الأمان لها. من خلال بث روح الشجاعة للأقدام على مواصلة نشاطها رغم الحروب التي كانت في ذلك الوقت، وعزوف البشر عن حضور الحفلات ، خوف من شبح المعارك . ولقد كان هذا دافع لها الى الامام وهو يعتبر إدارة لتلك الموهبة ، ولا ننسى الدور الرائد لا خوه زياد الرحباني في تلك التجربة ، في الحفاظ على لون الغنائي لفيروز والتشتت الفني الذي ينتاب بعض المطربين قديماً وحديثاً، وهنا يكمن اصل الموضوع إدارة الابداع . واحب ان انهي ما بدأت في ان فيروز قدمت مثال حي لشخصية المرأة العربية التي ممكن الحصول على التألق ، مع الاحتفاظ بالكرامة وعدم تقديم بعض التنازلات التي تحدث في يومنا هذا ، والالتزام الأخلاقي لا يحكمه دين ، او مذهب ، انما هو قناعه صادقة نابع من ارض طيبة
واطال الله في عمرها اشتدهت وإبداعات  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...