الحوت الأزرق
تحت عنوان
في جمهورية فيطي
بقلم البارون الأخير
/ محمود صلاح الدين
في حديث
كان مثمر مع صديق لي هو الأستاذ عبد الناصر العبيدي ، أوحى لي بمصطلح الحوت الأزرق
. وهو مصطلح أدبي يعبر عن حجم الفساد ، وهذا ما سوف نتحدث عنه في دولة فيطي . حيث
اتخذ الفساد من مفاصلها الحجم الذي يلقب بالحوت الأزرق ، وهو لا يشير فقد لأعمال
السرقات والقتل الجماعي ، انما هي الإدارة الغير منطقية في إدارة الدولة . وهنا
يستحضرني قصة من التراث الإسلامي (( ان احد الخلفاء سمع بأحد الشعراء في فصاحته
والبلاغة التي يملكها هو فطلب حضوره والانشاد بين يديه فلم ردد الشاعر كانت
مصطلحاته ما بين اغنام وابقار وما شابه )) ، وهنا تكمن القضية التي اود التحدث
عنها البيئة التي تلعب الدور الكبير في رسم ملامح الشخصية ، ومعها رسم الرجل الذي
يكون في صناعة القرار في دولة فيطي ، وفاقد الشيء لا يعطيه هو منطق العقل والاساس
في تكوين المجتمعات . ومن هنا يجب عدم المطالبة من لا يملك التحضر في بناء حضارة ،
وهذا ما حصل مع رئيس الدولة ((مدي)) ، جاء بأناس ليس لهم أي علاقة في التمدن
والحضارة ، وبدأ هؤلاء في التعامل مع الأمور على انها قرية وقانونها . وفرض راي
العشائر في اتخاذ القرار دون النظر على النتائج الكارثية في المستقبل القريب او
البعيد . وتبني نظرية سوف وسوف وهذا ما انهك حال جمهورية فيطي من تردي الوضع
الاقتصادي والاجتماعي وحتى الخلقي ، فاصبح شعب فيطي لا يملك أي هوية محددة وهو
عبارة عن حالات تخبط لا هدف ولا خطط ولا حتى دراسة تقول ان الجمهورية الى اين قد
تذهب . فعدم اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب ، هو الذي ساهم في ولادة الحوت
الأزرق وهو الفساد . اما عن الحركات التصحيحية في دوله فأمست عير مجدية في ظل حكم
((مدي)) لان كل ما ذكرت هي تنطبق على الرئيس قبل اعوانه ، وقد اتفقوا هم على العمل
بقول الرسول الكريم المحرف ((مَثَلُ الْفاسدين فِي تَوَادِّهِمْ
وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ
تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ")) . وهذا الانفاق هو بمثابة حصانه للجميع في حقوق
الفاسد ، وهو من قد وصل الحالة لهذه الدرجة المتقدمة من المرض ن لو كنا سوف نصنفه
بالمرض ، وقد يكون الحوت الازرق هنا شخصية ، وقد تكون مؤسسات رسمية وفي كل الحالات
هو بمثابة هلاك لكاهل الدول . ولا يمكن وقتها ان نقوم بعملية اصلاح وعندها قد يضطر
الطبيب لحالة البتر ، لأنه بمثابة وباء من مستويات مرتفعة وكل هذا هو من عدم وجود
تخطيط ، وتفرد المسؤول في اتخاذ القرار على أسس اجتهادات شخصي غير مدروس وفي نهاية
الحديث أقول لشعب جمهورية فيطي كلمة للدكتور احمد جارالله ((لان تصلح دور الرشاقة
ما افسده السرير )) والعقل يفهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق