مواقف
تحت عنوان
سذاجة التفكير
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
الحق يقال انني كنت قد
قررت ان لا اكتب اليوم شيء ولكن استفزني مقولة لصديقة على صفحتي في صورة لها عند
توكيل لها عمل في مجلس البلدية وطلب منها ارتداء الحجاب عند القسم وهذا قد يبدو
امر شخصي للوهلة الأولى ولكن الأمور الشخصية تبنى بالعادة على قاعدة فكرية لها
قواعد وأسس تنطلق منها وهناك البعض يعشق التقليد الاعمى لبعض الأمور الحياتية دون
النظر من زاوية أخرى للموضوع وتحديد النقاط التي يجب رسمها للشخصية وهذا ليس هجوم
ولا انتقاد لصاحبة المقولة ولكن يجب تسليط الضوء على حركات التحرر في العالم
العربي التي تصل للإلحاد في مرات عديدة والغريب عندما تناقش تلك الشخصيات تجد انها
لا تجد البديل للأيمان فقط مجرد تحت عنوان ( خالف تعرف ) وهذا يعتبر من القصور في
الفكر على صعيد الواقع الاجتماعي وانا اكنب تلك الكلمات لا ادعي الايمان على العكس
انا مع أولئك الذين يفعلون الأشياء من قاعدة فكرية مؤمن بها وقد لفت انتباهي
كلمتها وتمسكها بالدستور تمسك الاعمى فالتي تتقدم لهذا النوع من العمل يجب ان تكون
مقتنعة بما تقول وانا اجزم بالدليل القاطع انها عندما صنعت هذا وقالت تلك الكلمات
هي عبارة عن دافع شخصي لا عن ايمان بمعتقد معين وهنا مشكلة الشباب المندفع منا انه
مقلد لا مبدع ولا خلاق للفكر من منطلق صحيح ولنا باع طويل في عالم الفكر الثقافة
فكما نرفض التشدد نرفض الحركات التي تدعوا للانحلال فنحن نريد مجتمع يجمع ما بين
الحريات واحترام الاخر اما عن الغرب وتقليعات الغرب فنحن بعيدين كل البعد عنها
والانقياد خلفها سيفقدنا هويتنا الوطنية ولتونس الدور في تأسيس الثقافة في المجتمع
العربي والإسلامية ورحم الله أبو القاسم الشابي وتلك الابيات التي لا زالت عالقة
في اذهان الناس اما عن الدستور التونسي لا يرقى الى ان يكون بديل لكتاب سماوي
والاخذ به لان قد ادخل عليه ما يسيء له ويسلخ تونس من روح الجماعة والنتائج كارثية
كانت ولازالت مستمرة وهنا يجب ان نضع خطوط عريضة لمسار الفكر في الراي العام حيث
تكون الثقافة ليست حصر على النخب وعمل هاوية ما بين المثقف والناس فتخرج مثل هذه الأصوات
المقلدة لعرف غربي وتعتبرها شجاعة واقدام في تحدي المعتقدات الدينية والأصول المتعارف
عليه دون دليل او حجة لهذا كان عليه كتابة هذه الكلمات ليعلم الجميع ان الامة التي
ننتمي لها لم تمت ولان تموت ولو كره الكافرون
والله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق