أبي
تحت عنوان
لمن لا يعرف أبي
بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين
الوتد ، وعمود البيت وأكثر من هذا ومهم
كتبت يبقى هو اكبر من اي كلمات قد اكتبها وهو النقاء وهو القوة وهو الحنان وهو
الامان وهو كلمة الصدق على هذه الارض ، ايام تمضي ومازلت لا اصدق بفكرة الرحيل ولا
اريد اي شيء يذكرني او يفرض عليه فكرة الرحيل فالذي مثلك قد لا يتكرر وانا على
يقين من هذا فالاسم كان صلاح الدين وهو كذلك فالصلاح كان أبي فلا يقبل العيب وان
تجمل وكانت له كلمات مازالت محفورة في ذاكرتي وأعمل بها وكانت هي ثمرة الحياة
وخبرتها لم يكن ابي من حملة الشهادات ولكن الجميع يتمنى رفقته ومحادثته كان فأذا
ما تحدث اجاد وأوفه واذا ما جلس كان له هيبة السلاطين وتواضع البسطاء ولست بهذا ان
اقول انه نبي ولكن كان يحمل أخلاق الانبياء فتبدأ القصة منذ كنا صغار وكيف كان
يعمل على الارشاد وبناء الشخصية ولازلت اذكر تلك الكلمات (حرامي لا تصير من
السلطان لا تخف) وكان يستخدمها لزرع الشجاعة بنا شجاعة الحق ولا غيرها وكان يوصينا
بعد التعدي على حقوق الاخرين حينما كان يردد كلمات يقول فيها (ابني الذي تقبله على
نفسك اقبله على الاخرين والذي لا تقبله على نفسك لا تقبله على احد) وهذه دروس كانت
لنا فقد كان بحق يمثل مدرسة الحياة بكل ما تحمل الحياة من معاني ولم يكن في الحياة
شخصية عابرة ولكن كان رجل يحمل كل الصور المثالية التي سمعنا او قرأنا عنها في
الكتب فالشخصية التي كانت له هي قاب قوسين او ادنى من المثالية العليا ولا ابالغ
في هذا والله يشهد ولم أفكر في الكتابة عنه لمجرد انه أبي ولكن لهذا الرجل ميزات
لا يمكن لاحد تجاهله فهو الذي كان له الاثر الكبير في حياة من حوله فكان النشيط
فكل صباح تره يرسم دروس التعامل مع الحياة بالشكل الافضل فهو بحق الصورة التي
يتمنى كل فرد ان تكون له ملامحها وقد يقول البعض قد تكون كل تلك الكلمات هي مجرد
خيالات كاتب وكما يقول المثل (طبلجي والعرس لابنه) وهذا غير صحيح فهو من علمني ان
لا اجمل احد ولو كان ذو قربه ولقد كان هو الاب والبيت والمعلم والمدرسة والمثالية
المنشوده لي وقد لا اكون نسخة من تلك الشخصية ولكنها كانت الاساس في بناء الشخصية
لي وما لا يعلمه الكثير ان هذا الرجل شخصية لم يكن لها ما يعيبها وعلى العكس كانت
شخصية فريدة بما تحمل من قيم انسانية وأجتماعية وكانت هي كل شيء بالنسبة لي وعند
فقدانه بكى القلب قبل العين ولا يمكن ان تكون هناك شخصية بديلة لشخصية الوتد الذي
كانت هي من ترفع سقف المنزل وقد يكون كل ما ذكرت هي قطرة في بحر والدي ولكن يكفني
فخراً انني ولدت ابن لذلك الرجل صلاح
الدين رحمه الله وأسال الله له المغفرة وأن يدخله جنان النعيم اللهم أمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق