أديب ولكن
تحت عنوان
شكول أشكول
بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين
شخوص على الساحة الثقافية تثير التحفظ في
نفسي في ما سوف يكتب ، في الزمن الماضي كنا نقرأ عن شخصيات ادبية ذات رصانة وحرفية
عالية من خلال ما قدمت من نتاج ثقافي وفكري ساهم في بناء المجتمع بالطريقة الصحيحة
اما اليوم فشخصية المثقف اخذت أبعاد مغايرة عن ما هو عليه فأصبح المثقف يترنح بين
مطالب الشهرة والجودة في النص الادبي ولم يقف عن هذا فقط ولكن هناك عملية تغير في
ملامح الجنس الادبي فبات النص عبارة عن مسخ لا ينتمي الى أنواع الادب ومن ساهم في
هذا هو غيب شخصية الاديب عن ما يكتب فأصبح الجميع يكتب بدون وعي ومعرفة لادوات
الكتابة الصحيحة وتكتسب هذه المهارة من جانب القراءة والممارسات الحياتية اما عن
ما هو على الساحة الثقافية اليوم هم أشباه المثقفين والمحسوبين على الثقافة ولهم
ممارسات هجينة في اقتناء اكبر عدد من الكتب للعرض المنزلي اما عن محتويات تلك
الكتب فليس لهم اي دراية في هذا والاغرب ان هؤلاء يرون في انفسهم طبقة النخبة وليس
هناك شيء يسمى النخبة انما الادب والثقافة تعتمد على جودة النص الادبي على معايير
ثابتة تخضع للقياس وقد ظهر في الاونة الاخيرة اجناس ادبية هجينة دون ذكر تلك
الاجناس وذلك لسبب الابتعاد عن الشخصنة في ما سوف يرد هنا وقد يسال احدهم عن طرق
تقويم الثقافة سوف يكون الجواب من خلال زرع الوعي الثقافي والتخلي عن النرجسية
لبعض اصحاب الاقلام وهذه مشكلة ايضا تعاني منها الثقافة وتتلخص في ان بعضهم يظن
انه قد بلغ في الادب والثقافة لمستوى يمنحه الحق في بناء جدار يفصله عن العالم وما
لا يدرك ذلك الشخص ان الثقافة والادب على وجه التحديد عبارة عن نهر له منابع
وروافد وتلك هي التجارب الحياتية في المجتمع واذا ما عزل الكاتب ذاته عن المجتمع
فسوف ينضب ذلك النهر وتصبح كل ما يكتب هو عبارة عن حروف مجرده من الاحساس ويتحول
ذات الكاتب فزاعة في الحياة بلا روح يرى فيها الناس ما لا يسرهم ومن هنا نفهم ما
ساهم في تدهور الثقافة على الصعيد المحلي والدولي ومن اهم الاسباب التي كانت لها
الاثر في انحدار المستوى الثقافي تحول الكتابة الى تجارة من خلال حصر المادة
الثقافية في مواقع كل ما تريد جني المال فأصبحت القراءة من الاشياء التي ليست في
متناول الجميع وهنا يجب اعادة النظر في ما وصل اليه شخصية المثقف في العالم اما عن
التجارب التي تظهر انها تساهم في بث الروح الثقافية في المجتمع من خلال حملات
القراءة فبرأي المتواضع انها محاولات عبثية لا اكثر فما دوى القراءة لغرض
الاستعراض فقط فالاحرى بهؤلاء قبل ان يشرع في اطلاق تلك الحملات هو اقامة ورش
ثقافية لترسيخ الهدف من القراءة وهو النتاج الفكري الذي هو حصيلة تلك القراءات اما
عن ما نرى او نسمع اليوم هي عملية منظمة لتسقيط المنهج الثقافي لدى الفرد في
المجتمع وفي نهاية ما بدأت ان المجتمع الذي يقراء بدون هدف فشأنه كحيوان الببغاء
ثرثرة بلا هدف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق