الخميس، 17 سبتمبر 2020

مقال

 

كراسي وتكاسي

تحت عنوان

عودة الفشالة

بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين



في وطني هذه الأيام هناك ظاهرة غريبة من نوعها وهي عودة الفشالة والفاسدين لتولي مناصب أخرى ومن وجهة نظري لا أرى أي غرابة في هذا فتولي المناصب بطريقتين لا ثالث لها بالمال والمعارف اما عن المال فيستخدم في شراء المناصب السيادين واما عن المعارف فهي وهي تشمل القطاع التعليمي والتربوي والغريب ان بعض هؤلاء يصدقون انفسهم بالاحقية بتولي المنصب رغم سجلاتهم الحافلة بالفشل وهنا تكمن المشكلة في عدم استقامة الأمور في البلد اما حال الوطن اليوم تذكرني بقصة قصيرة هي من التراث ويحكى فيها (ان هناك فتاة كانت تعاني من التبول الايرادي وعندما تزوجت اوصها ان لا تفعل هذا فتبن في الصباح ان تغوطة بالفراش) ( اجلكم الله) وهذا ملخص ما يحدث على ارض الواقع والحديث كثير عن الإصلاحات ولكن لا عمل على هذا فتولي المنصب من قبل الفاشلين والفاسدين مستمرة والاغتيالات أصبحت بالجملة بعدما كانت افراد وأحاد وسرقة أموال البلد أصبحت شطارة ولا يحاسب الا صغار القوم وضعفائه فالقانون لا يشمل أصحاب المال والنفوذ الإداري والسياسي وسوف اقولها بشكل صريح ان الفساد يبدأ من راس الهرم في الدولة وما يحدث على الساحة السياسية هي عملية كسب الوقت لا اكثر وسوف يعود كل شيء لمكانه وترجع الوجوه الى مواقعها وتبدأ عمليات السرقة من جديد اما عن الايطار الاكاديمي والتعليمي فقد وصل الى أدنى مستوى من الوضاعة مع جائحة كورونا وتولي المناصب في المجال التعليمي والاكاديمي اصبح يعتمد على مستوى العلاقة مع المسؤول في المؤسسة لا اكثر فلا تستغرب حين ترى ان مهندس يتولى منصب كلية التربية وغيرها الكثير من تلك الصور التي نراها اليوم وهناك ما يسمى بالمحاصص الحزبية في تولي تلك المناصب والمدن في بلدي وكل الخراب الذي حل بها هي نتيجة لم ذكرت ولكن ما يثير الاستفزاز هو ان من تسبب بكل هذا بعيد عن دائرة الحساب وقريب من دائرة التكريم والمتيازات وما يحدث هي إعادة توزيع المناصب على شلة المنحرفين والذين يعانون من عقد نفسية وعقلية ويمارس بدوره انفعالات تلك العقد فترى احدهم اذ ما تولى المنصب يرى ذاته قد وصل لمرتبة الالهة فيميت هذا ويحي هذا بطريقة التنمر المقيتة وتلك ظاهرة منتشرة في كل المواقع العمل ما بين خدمي واكاديمي وليس هذا فحسب ولكن ولكن عودة تلك الشخصيات سوف تساهم في تعميق أسباب تلك المشكلة وهي ليست بالبسيطة ولا يمكن حلها باطلاق الشعارات الرنانة بمحاربة الفساد وكأن لسان الحال يقول (فاقد الشيء لا يعطيه) ومن هنا نفهم ما نحن عليه من وضع بأئس فلا يمكن للفاسد ان يكون مصلح فمن سرق لا يمكن ان يكون يوم ما على قدر الأمانة والصدق وفي نهاية ما بدأت استشهد بمقولة لي (ان من يولد حمار لان يتمكن ان يموت وهو يحمل صفة حمار) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...