الاعلام العربي بين التطبيل والتهريج
تحت عنوان
رزق الهبل على المجانين
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
في البداية يجب الاتفاق على ان الاعلام
العربي بشكل عام لا يخرج من هذه المصطلحات التهريج والتطبيل وقد ظهرت في السنوات
الأخيرة ظواهر إعلامية شاذه بين مطبل ومهرج وهناك أسماء كثيرة في هذا المجال فمنهم
من يقف لجوار السلطة ليكون أداة تدافع عنها ويجد لها المبررات لما تفعل من كوارث
وتكون في النتائج قتل وتهجير وسفك دماء وهؤلاء هم الذين بالاصل لايملكون سوى موهبة
الانتهازية وهم نوعية من البشر يمكن إعادة شكله كما يراد منه واكثر هؤلاء هم الذين
يعملون في المؤسسات الحكومية وهم ابواق لمن يتولى القيادة بغض النظر عن ما تقدمه تلك
القيادات من إنجازات وهناك منهم من يقود حملات اعلام وهمية لتلميع بعض الشخصيات
لأغراض وظيفية للحفاظ على المنصب وهولاء يحبهم السادة المسؤليين فقط لانهم
الوحيدين الذين يعترفون بالإنجازات الوهمية لهم وهم ذاتهم من يتحمل أسباب انهيارات
والكوارث في المجتمع ويذكرني هذا بمقولة كنا نسمعها ونحن صغار وكانت تردد بكثرة
مفادها (ان العصفور الذي يقف على سطح الاذاعة وتلفزيون فاسد) ولهذه المقولة مدلول
بما معناه ان قضية الفاسد في الاعلام قديمة ومن هنا نفهم عملية تحريف في الاعلام
وقد تحدثنا عن وهم المطبلون اما عن التهريج فهم من اخذ صفة المهرج في انتقاد الطرف
الاخر ومن هؤلاء من يكون مأجور وهم ينكرون هذا ولكن تفضحهم ايدولوجية التقديم
والمواد التي يتم تداولها في تلك البرامج والغريب والذي يثير الغضب ان في الاعلام
العربي ليس هناك ابتكار انما تسعون بالمئة مستنسخه او هجينة والنسخ وتلك البرامج
العربية تكون هزيله لدرجة كبيرة فالاعلام لا يجيد حتى فن التقليد والمهرجون في
الاعلام يأخذ من السخرية على الطرف الاخر مادة اعلامية وكان لسان الحال يقول ( رزق
الهبل على المجامنين) وبصراحة مطلقة اكثر تلك البرامج اخذت شكل التهريج الى حد
كثير وقد ابتعدت عن البرامج التوعوية التوضيحية ومن لا يعلم ان من اهم اسباب
الحروب في العالم كان السبب الرئيسي هو الاعلام وهو من اسقط الدول واشعل الحروب
واثار القضايا الطائفية والقومية والترويج لها بالشكل القبيح وهذه وغيرها الكثير
من الصور المأساوية التي رسمها الاعلام ورجاله ومنها المتاجرة في معاناة البشر
والاستعراض الخيري وقضية الرياء في عمل الخير امام الكاميرة ، وكل ما يجري في ساحة
الاعلام هو بسبب الانتهازية وشخوصها التي سيطرة على القنوات الإعلامية مما جعلها
بضاعة تباع وتشترى وتنفذ اجندة لقوى سياسية تريد اشعال الحروب والفتن من اجل
مصالحها الاقتصادية وقد كان الاعلام أداة لهذا وعليه ضاع العالم بين طبال ومهرج
امتهنوا الاعلام واذا ما استمر الحال على
ما هو عليه فسوف تستمر الفوضى في هذا العالم ويجب على الأقلام الرصينة إعادة
الأمور الى نصابها الحقيقي ولهذا كتبت ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق