الانانية ومبدأ انا
اشعليه
تحت عنوان
رواتبنا.. ما اوصلنا
الى هنا
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
منذ 2003 والحال من سيء الى أسوء وكلما تحدثنا مع أحد قال ( يا أخي
المهم راتبنا يجي اشعلينا ) وانا اكتب منذ سنوات لم سيئول اليه الحال وها نحن نعيش
ما كتبت عنه وكانت كل المواضيع تحت عنوان جمهورية فيطي تلك الجمهورية التي يظن البعض
انها افتراضية وهذا غير صحيح انها قائمة ولها شعب وحكومة ونحن جزء من هذه
الجمهورية والاغرب من كل ما ذكرت ان هناك أناس لا تستطيع حتى التعبير في تعليق على
مقال او منشور من باب الخوف وقد ينكر البعض هذا والحقيقة انهم قد تجاوزا كل الحدود
في مصطلح الخوف وكان لسان الحال يقول في كتاب الله عز وجل ( وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا
بغضب من الله) صدق الله العظيم ويذكرني حالهم اليوم في حكاية من الأثر يحكى ان رجل
دين كان يسكن في بغداد في العصور القديم حيث كان في تلك الأيام هناك وباء ينتشر في
العالم فقدم الناس الى الرجل يسألوه عن ما نفعل قال (وما يهمني في الموضوع انا
جالس في منزلي وبعد فترى دخل الوباء البصرة فعاد الناس المرة عليه فكان نفس الجواب
ومرت الأيام ودخل الوباء الى بغداد ولم يكترث رجل الدين لهذا وقال (سوف اغلق عليه
باب منزلي) وفي أحد الأيام سمع صوت صراخ قادم من بيت رجل الدين يطلب النجدة ولم
يستجيب له احد لان الحال كان قد أصاب الجميع وهنا نفهم ان الانانية والابتعاد عن
مصلحة الجماعة سوف يكون الغرق في المصائب من نصيب الجميع فمنذ شهور وثورة الشباب
ضد الفساد وتردي الأوضاع في البلد كانت متواضعة بسبب مبدأ ( انا شعليه) ليس من
الموظفين فحسب ولكن حتى من أصحاب الاعمال الحرة والمفكرين وأصحاب الأقلام الذين ظهروا
هذه الأيام واشتدت اقلامهم في النقد ضد سياسات الحكومة عندما شمل الغرق الجميع
وهنا يجب ان استشهد بمقولة للدكتور احمد جارالله عندما كتب في احد الأيام (لان
تصلح دور الرشاقة ما افسده السرير) وبصراحة الحال أسوء من ما ذكرت وانا اكتب هذه
الحروف راودني إحساس مخيف انني اكتب كلمات رثاء للوطن اما عن من يسال عن الحلول
للخروج من النفق المظلم هذا فسوف أقول له صح النوم يا رجل وهذا كله بسبب الانانية
التي يعاني منها المجتمع والذي أوصل الحال لما هو عليه وهنا يجب علينا ادراك امر
مهم جدا الا وهو سوف تشهد فوضى عارمة تحرق البلد والعباد وهذا ليس من باب التنجيم
أو ضرب في الودع انما هي نتيجة حتمية لمعادلة قواعدها خاطئة والنتائج كارثية بكل
القياسات والحال لان يقف على مصادر الرزق من الرواتب وغيرها والخوف ان يشمل
الانهيار كل شيء وفي نهاية ما بدأت هي دعوة لترك الانانية والتضامن مع الجماعة
للخروج بأقل خسائر وأراجع البلد للمسار الصحيح والعمل على عملية أنعاش لذلك الجسد
المريض الذي أنهكه الحمقى والمغفلين بالرغبة الشخصية التي صنعت كل هذا .... لك
الله يا عراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق