أرض السعادة
تحت عنوان
جمهورية فيطي
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
هناك مثل شعبي يقول (الذي يشك الشك وما يكدر على سده يسبوه لو كان
الأسد جده) والمقصود انك اذا لم تمتلك القدرة على إدارة فعل معين فمن الأفضل ان
تلزم الصمت وتحفظ كرامتك في عدم تطاول الناس عليك هذا في حالة امتلك كرامة كما
تدعي وموضوعنا اليوم ارض السعادة وهي المكان الأفضل للعيش من وجهة نظر من يدعون ان
الأسد جدهم وانا اشك في هذا لحد كبير فالقطط لو كانت تملك اللسان لكانت اخبرتنا
انها من فصيلة الأسود وهنا المكان والزمان الذي يمنع عنك الملل فخروجك او بقائك من
المنزل هو انتحار اذا ما صح التشبيه فالعودة غير مضمونة فشبح السيارة المفخخة لا
يفارقك واذا ما نجوة منها تعيش احلى لحظاتك في فوضى القوانين في الشارع العام دون
محاسب او رقيب ويتبعها شبح الاعتقال والتهم بهذا جاهزة لا تحتاج الى أي دليل في
ارض السعادة اما عن روتين الدوائر الرسمية فنصيحتي للمواطن ان يموت فاستخراج شهادة
الوفاة اسهل بكثير من استخراج أي وثيقة رسمية تحتاجها لتسهيل الامر في الحياة
اليومية وليس كل هذا يدعو للسعادة على هذا الأرض فهناك أمور اكثر روعة من ما ذكرت
فلا كهرباء ولا ماء منذ وقت طويل وكان الامر لا يستقيم الا عن طريق اذلال الموطن
وقد وصل الامر ان عندما يذكر ارض السعادة في دولة معينة يقترن اسمك على الفور
بالجهات الهمجية الا نظامية وهو صحيح الان من يمثل ارض السعادة في الخارج أناس ليس
لهم أي نوع من الانتماء لهذه الأرض ومشكلة الانتماء هي من اكبر المشاكل التي لها تأثير
على مجرا سير الأمور في هذا البلد ويكثر فيها من يحمل لقب إماعة والنسبة في عدد هؤلاء
تثير الخوف فمن تلك المشاهد تدرك الكم الهائل من السعادة التي تجعله من اسعد
البلدان في العالم ولا يقف الامر عند هذا فأرض السعادة تحكم بس الديمقراطية
المزيفة والحق يقال ان هذا الموضوع بالذات يحتاج مجلدات للحديث عنه فمن نتاج
الديمقراطية مخيمات للاجئين وعمليات نزوح وتدهور اقتصادي واجتماعي وتغليب لغة
العشائر على كلمة القانون وهذا ليس كل شيء فالحقيقة اسوء بكثير من ما ذكرت ومن
يبحث عن السعادة في هذه الأرض بتلك العقول الفذة فيكون واحد من اثنان لا ثالث لها اما
يعاني من الجنون اما هو يعاني من العمى الدائم فالذي لا يبصر الحقيقة ولا يمتلك
الشعور وستطاب الذل لان يساهم في بناء أي شيء يذكر وهو حبيس تلك الخرائب والخرافات
المزعومة في تحمل الذل لياتي المنقذ من المجهول لا يستحق الا ما هو عليه من ذل
وضيق الحال والمعاش وفي نهاية ما بدأت رعاع القوم لن يكونوا اسياد في يوم من
الأيام ورحم الله أبو الطيب عندما قال
لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا
مـعــه
إِن
الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق