مسرحية ليلة سقوط
بغداد
تحت عنوان
قراءة في المسرح
السوري
بقلم البارون الأخير
/ محمود صلاح الدين
في البداية لست انا من يقيم المسرح السوري ذلك الفن الرائد الذي يمتلك
تاريخ مشرف بمعنى الكلمة الذي يضم عدد كبير من النجوم الذي لهم بصمة كبيرة بهذا
المجال أمثال الفنان القدير دريد لحام والفنان الرائع ياسر العظمة وغيرهم الكثير
ولكن اليوم لان نتكلم عن هؤلاء وسوف يكون الموضوع عن عمل مسرحي يكاد ان يكون نبوءة
حقيقية لقراءة المستقبل وهي مسرحية ((ليلة سقوط بغداد)) والعمل من تأليف مازن طه وعمر خشروم وإخراج والعمل هو
لفرقة المهندسين المتحدين همام حوت وبطولة
الفنان الرائع ((عبد الرحمن عيد)) وهذا الرجل بحق يعد مدرسة مسرحية على قلة
الاعمال التي قدمها ولو كان العمل الذي نحن بصدد الحديث عنه الوحيد له يكفي ان
يكون بمثابة عمل عملاق لشخص موهوب بهذا المجال والغريب ان هذا العمل له إمكانيات
محدودة بما يخص القضايا المادية من خلال بساطة الديكور للعرض الكامل وهي تعد
مسرحية ساخرة نقدية اجتماعية بشكل متكامل والحق يقال ان الأداء المتميز للبطل اعطى
للعمل نكه خاصة ويبدأ العرض كما هو الحال في اغلب العروض المسرحية بشخصية الراوي
حيث يتحدث عن الواقع العربي الجميل المتماسك واستعراض احداثها ب دقائق ويفاجئ
الجمهور هنا عندما يفصح عن الاسم لشخصية الراوي وهو مسيلمة الكذاب وهنا دلالة الى
ان الواقع العرب يعيش اسوء حالات الخذلان والتردي وهنا ينقل العرض الى صالة انتظار
المرضى في عيادة طبيب وهو يحمل اسم عليل أبو جلطه وهنا إشارة ان هم عند شخص تحت
عنوان فاقد الشيء لا يعطيه وهذه الصالة تجمع أناس مختلفين في الدين او القومية
والشخصيات التي تظهر في هذا العمل (مستو) الشخصية الكردية التي تعاني من التهميش
في الواقع الاجتماعي وشاب ارمني (هافي) يعني من زيادة في الوزن و أبو محمد المعلم
المثقف وأبو إسماعيل هو عربي الذي يمثل العنجهيه وسكرتير الطبيب وهو شخصية ثانوية
بالعرض حيث يدور حوار بينهم عن احداث الحرب في العراق حيث تتطرق الحديث لمواقف
العرب التي تعد عار بمعنى الكلمة في عدم مساندة بعضهم البعض وفي وسط الحديث قال
أبو إسماعيل ( اليوم بعد ما طمنا الصحاف بالراديو عن ميناء جبله وطرطوس) وهو كان
يريد ان يقول ميناء ام قصر إشارة الى النبوءة المستقبلية لما سيحدث في سوريا في
المستقبل واستمر الحديث حيث سال ((مستو)) الشخصية الكردية هل سيكون قتال في عفرين وهذا
الذي حصل وكيف انه لان يقاتل بسبب التميز العنصري للشخصية الكردية الذي قتل بداخله
روح الانتماء وهو هنا يعترف بهذا ثم سال الشخص الأرمني هل تقاتل فأجاب بكلمة لا
أيضا وعندما ساله عن السبب قال انا لم ادخل الجيش بسبب انه (فيشا) إشارة الى
الرشوة وهنا دلاله على الفساد وهو أيضا من يساهم في اسقاط الأنظمة عندها غضب أبو
محمد شخصية المثقف وصرخ بهم اليوم العراق وغدا بس الله يعلم من سيكون التالي وربما
الشام وهنا يكمن اصل الموضوع فكل الأنظمة العربية في حقبة القرن الماضي وما زال
منها قائم ترسخ العنصرية ونظرية التهميش وشق الصف الاجتماعي ومن خلال العرض القسم
الثاني من العرض دخلت شخصية الالهة عشتار وهنا دار الحوار عن اواقع الشعوب العربي
وقبولها بالذل حتى انها استوطنته وعندما يكون هناك ادمان على هذا الذل يكون كل شيء
بلا قيمة لا كرامة ولا وطن ولا عز وقد اعجبتني مقولة كانت في سياق العرض وهي
(الصداع العربي الإسرائيلي) وهي دلاله على تلك القضية التي أصبحت كابوس يجثم على
الصدور وفي الصحو والمنام وللمسرحية اهداف ترمي لها من أهمها احترام الاخر وترك
العنصرية والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد في حالة ما تعرض الوطن للخطر وقد نجح
العرض في هذا بشكل كبير من خلال تجسيد الصورة التي كنا ولازلنا عليه فالاعتراف
بحقيقة المشكلة هي نصف الحل ومن خلال العرض كانت هناك قفشات مميزة في النص حين صرخ
مستو (يا نعيش كلنا يا نموت كلنا) هو اصل الموضوع وفي نهاية ما كتبت اود ان اترحم
على روح الفنان عبد الرحمن عيد الذي قد يكون هذا العمل سبب قتله والرجل توفى في
حادث سير غامض والله اعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق