الأربعاء، 6 فبراير 2019

مقال


هالة الخوف
تحت عنوان
حبيس الذات
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
هو جدار الخوف ليس للفرد فحسب ولكن هو للعائلة او حتى الوطن او المجتمع فيكون فيها الفرد حبيس الذات ولنبدأ منذ اليوم الأول مع الولادة وهذا مصطلح مغلوط فعندما ترى النور هي ليست ولادة بالمعنى المقصود انما كنت رقم احصائي لزيادة في عدد الكائنات الحية اما عن مفهوم الولادة هو النتاج الإنساني للفرد او حتى العائلة او المجتمع فهناك أناس تأتي وتمضي في مركب الموت دون ان يشعر بها احد وهناك مقولة اعتبرها شخصياً جريمة بحق الانسان والإنسانية وهي الذي ((الذي خلف ما مات)) والحق يقال ان من كان صاحب هذه المقولة هو نموذج حقيقي للرجعية العقلية والسؤال هنا من منا يعرف أبناء المتنبي او العقاد او نزار قباني وكل تلك الأسماء لها نتاج انساني رائع ولازالت أسمائهم يرددها الناس لحد يوما هذا ومن هنا نفهم ان تلك الأسماء هم من ولدوا وهم من كانوا على قيد الحياة اما القضية اذا كانت تحصر في التناسل فالحيوانات لها نفس الشيء والخاصية ذاته ولكن النتاج الفكري الخالد وهو من يحفر الأسماء في الذاكرة البشرية وهنا يأتي اصل الموضوع هم ولائك البشر الذي يتخذون من حوله هاله من الخوف وترتقي بمرور الزمن الى جدار صلب لا يكمن أي احد المرور من خلاله وقد يكون المرض وقد يكون الفشل او حتى التزام عائلي والغريب ان الكثير من الناس يأخذ كل هذا شماعة لعدم تحقيق النجاح في الحياة وهو مفهوم مغلوط انما هو من قام ببناء جدار من هاله لا اصل لها الى في العقل الباطن الذي هو لكل فرد فالفشل ليس نصيب ولا قدر يجب ان نقتنع به ويجب على الإباء زرع الطموح قبل لقمة العيش لكي يكون لكل فرد نقطة هدف يصبو لها ويعمل على الوصول لها والكف عن مبدأ الاتكالية وما يسمى الدلال فكل هذا لا يصنع الانسان ولا يبني شيء في المجتمع او العائلة اما ما هو على الفرد يجب ان يكون طموحاً بشكلً كبير وان لا يضع له حدود لهذا ليس في أيطار معين ولكن يجب ان يكون المكان المناسب الذي من خلاله يكون معطاء ومفيد لذاتها والذين من حوله فالاختيار المناسب هو الحل الأمثل للخروج من ذلك السجن الذي يبدو للبعض هو الملاذ الامن وهو على العكس هو موت الانسان وهو على قيد الحياة فيكون كأي دابه على الأرض تأكل وتتناسل وتموت دون ان يشعر بهم احد والغريب ان من يفعل هذا هم الأكثر بين الناس والغريب ان هناك اجماع على هذا فترى المجتمع يعيش حالة من التخلف لان كل فرد منهم مقتنع بذلك الحبس وفي هذه الأيام ظهر نوع جديد من الانكماش الذاتي عبر الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي فتحول المجتمع لعبيد بشكل ملحوظ فاصبح عمل من لا عمل له واصبح الانسان قليل النوم كثير الانشغال بتفاهات وهو على علم بهذا فذكرني بمقوله مشهورة تقول ((ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تري فالمصيبة اعظموا)) ومن هنا هي دعوة لتحرير الذات على أسس علمية يدخل فيها مجموعة من العلوم لصناعة انسان يملك الوعي وطريقة التفكير الصحيح للخروج من ذلك النفق الذي هو نتاج التراكمات الغير سليمة من الناحية الاجتماعية فسلامة العقل هي اهم من سلامة الجسد فبالعقل يصح الجسد وتحلو الحياة وتصنع انسان خلاق ومبدع في مجالات الحياة ونحن اليوم بأمس الحاجة لصناعة انسان سوي خالي من أي تعقيدات تعرقل مسيرة الحياة وان كل الظواهر التي نعاني منها اليوم في مجتمعاتنا هي بسبب تلك السجون الذاتية التي نسعى لتكسير اقفالها وتحرير من فيها وبناء قلاع فكرية يقتدي بها الناس من خلال تلك النماذج الإبداعية من أسماء خلدها التاريخ وهي جديرة بهذا ومن هنا يكون العالم هو اقرب للعالم المثالي المنشود الذي به تقام الحضارات ويعرف بها معنى للحياة
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...