الأربعاء، 14 نوفمبر 2018

مقال


العبثية وما يحدث في غزة
تحت عنوان
وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
دروس وعبر في كتاب الله يجلها صغار العقول وهو معلمنا الأول وفي قضية غزة على وجه التحديد ما يحدث هو تهريج وعملية انتحار جماعي فالكهرباء من إسرائيل والوقود من إسرائيل والغذاء من إسرائيل وكل شيء يمر عبر إسرائيل واليوم يدفع الناس الثمن بسبب الغباء السياسي الذي يعاني منه العرب كافة بلا استثناء وبهذا لست مع أحد فالذي مثلي يرجح العقل في كافة التصرفات البشرية اما منطق القوة فهناك مثل إنكليزي جميل جدا يقول (( اذ طالت اليد قصر العقل )) وأمتلك الصواريخ المحدودة ليست شجاعة . فهم اليوم كذلك الثور الذي يحاول نطح الجدار فغزة وحدودها مع مصر ليست قادرة على حفظ الامن فيها والغريب ان من يقرع طبول الحرب هم غير قادرين على البناء او توفير حتى اقل الحقوق في العيش الكريم للمواطن الفلسطيني ويذهب التحدث عن القتال والتحرير ويذكرني بالخطاب الديني عند بعض المحسوبين على الدين الإسلامي كالدعاة الذين يؤمن بان الله سوف ينزل له الفرج وهو قاعد لا يتحرك وما حدث هو عبارة عن قرقعة إعلامية مدفوعة الاجر لصرف الأنظار عن قضية تشغل العالم وهي تصدير الإرهاب وطرق مكافحة هذه الظاهرة ونعود لأبطال غزة الاسطوريون أي نعم استحقوا هذا اللقب الان الأسطورة هي حكايات من الخيال فالعرب منذ قديم الازل لم يخرجوا النساء والأطفال للقتال وانتم تجعلون من كل هؤلاء حطب لنار لا اخر لها غير مكترثين لحجم الدمار وسفك الدماء على الأرض المقدسة فقط كل ما يهم هؤلاء هو انهم ينفذون اجندة خارجية تملى عليهم من الجهات التي يتم الضغط عليه هذه الأيام وان القتال الغير متكافئ هو عملية انتحار لا شك في هذا فبدل الدخول بمعارك عبثية قم انت وغيرك بإيجاد السبل للاكتفاء الذاتي الذي سوف يغيظ الطرف الثاني وعند تحقيق هذا وأمتلك القدرة على المجاراة الطرف الاخر في الحرب ادخل الحرب وكلنا معكم ولكن بيتك اليوم من زجاج وترمي الناس بالحجر هذا نوع من أنواع الحمق والذي لا تحسدون عليه فالله لان يدافع عن الذين لا يأخذون بالأسباب فالحرب في الفلسفة هي قدرتك على هزيمة خصمك وليس ضربه فقط فان الرصاصة التي لان تقتل الذئب هي كفيله باستفزاز الذئب الذي سوف يقوم بتقطيع اوصالك بلا رحمة فالحرب خدعه أي ان الحرب لا تخلوا من العقل وليس الحرب ان تملك عصى خشبية تبارز السيف بها ولو نظرة الى جهات الصراع فلا مقارنة تذكر بينهما وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها فانت لا تملك البنية التحتية للمجتمع وتذهب لتقاتل من هو اقوى منك في العدد والمعدات فقضية الصراع ليست باتت ان تجمع الناس بالخطب الحماسية والتصفيق والتهريج في وسائل الاعلام انما هي امتلك قدرات عسكرية متقدمة تجعل لك اهداف بمرمى النيران تحبط بها الطرف الاخر من الصراع ام ما حدث في الامس هو نوع من العبثية القاتلة التي يدفع ثمنها الأبرياء فما ذنب ذلك الطفل ان يقتل لتكون انت بطل العناوين في نشرات الانباء والصحف وليصفق لك المغفلون على انك جلبت الدمار للمدينة وأهلها ولهذا نحن اليوم بأمس الحاجة لتغير الخطاب الديني والسياسي واشراك العقول في اتخاذ القرارات المصيرية فحياة البشر ليست ملك لاحد ولا يحق لك بحجة الدفاع عن الله ان تصادر الحياة التي رسمها الله للبشرية ولهذه المشكلة جذور تاريخية قديمة بنية عليه بناء غير صحيح وتبدأ من انتصار الثورات العربية وتلك الكذبة التي ابتلعها العرب وصدقوا انفسهم بها فتلك الحذاء التي ضرب بها المستعمر ذاته اليوم بعض الشعوب العربية تقبلها لعودة الاستعمار الغير مباشر وهذه أيضا حقيقة وهنا استغرب بعض الشخوص على المواقع الاجتماعي ان تتحول الى طائر الببغاء يردد ما لا يفهم وسوف يبقى الحال على ما هو عليه وسوف تراق الدماء كل يوم فتاريخ سوف يتجدد بذلك الخطاب وبتلك الممارسات وتلك الشخوص التي هي اقرب للحماقة وهنا نسال الله ان يغير الحال وانا مؤمن بقوله :  ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...