قراءة فنية صورة الرب في فلم EXODUS
تحت عنوان
عن رب تتحدثون
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
الرواية التاريخية التي مصدرها الكتب السماوية يجب التعامل معها في الاعمال
الفنية بحذر. والحقيقة استفزني امس فلم EXODUS من انتاج جهة غير معلومة
، حين تناوله قصة النبي موسى عليه السلام فيها عدد من الجوانب لا يمكن السكوت عنها
في تشويه صورة الرب ، وطريقة طرح الموضوع بصيغة درامية واعتبرها مهينة ليست للذات الالهية
فحسب ، ولكن للديانات الاسلام منها وحتى اليهودية . وقد كان هناك ما يسمى بالأدب دس
السم في العسل في تصوير الشخوص في العمل بصيغة غير صحيحة ومن الصفات التي طرحها العمل
للذات الالهية هي : ( عدم الاهلية ، الدموية ، والعمل الغير منظم ) . وكل ما ذكرت يتنافى
بما جاء في النصوص السماوية وهذه كارثة بكل المقاييس ، الان الاعمال السيمائية هي منابر
تثقيف الاقوى تأثير على الفكر العام في المجتمع ، وهنا يجب معرفة قيمة الاعمال الفني
في بناء الفكر في الرأي العام . وهنا تأتي شخصية موسى وهو اخ لفرعون الذي كان خصم له
وهذا ايضا غير صحيح ، فالقضية والكل يعلمها كان خلاف بين موسى ومن قام بتربيته ، وهذه
واحدة من حقائق التي تتم التحريف فيها كحقائق . وهنا يأتي الموضوع الذي نريد طرحه من
خلال هذه السطور وهي مواصفات الذات الالهية عن ( عدم الاهلية ) هو في تصور الرب بصورة
طفل هو من الطبيعي ان يكون في مستوى عدم الاهلية في اتخاذ القرار ، وهذا شيء منافي
للحقيقة اما عن الدموية التي ارتبطت
بسمات الرب . وهي عندما اخبر النبي انه سوف يقتل جميع الاطفال من غير بني إسرائيل ،
والمضحك هو مشهد اعتراض النبي على امر الرب ، وكأن لسان الحال يقول ان النبي كان ارحم
من الخالق . هذه اشياء مغلوطة فليس من كتب على نفسه الرحمة ان يكون بهذا العنف والقسوة
، التي تصل لمعاقبة الاطفال بذنب غيرهم وهذا غير معقول . وهنا يجب مراعات شخصية الاله في تقديم اي عمل يكون له جوانب أخرى ، قد تفهم
بشكل مغلوط . وهنا يأتي مفهوم العمل الغير منظم ، وهنا الشعرة التي تقسم ظهر البعير
والمقصود به العمل الفني ، وهي قضية معجزة شق البحر لعبور بني إسرائيل ، وقد اشار المخرج
لهذه الحادثة انها تنتمي للظواهر الطبيعية في قضية المد والجز ، وهنا ينفي دور قدرة
الرب على فعل الشيء الذي يكون خارق للعادة . وهذه ثلاث حالات تم رصدها في العمل وهناك
ايضا إضافات ليس لها علاقة بشخص النبي ، وهي مشاهد القبلات التي يتبادلها مع زوجته
وهذا ايضا خارج عن المألوف ليس من باب تقديس الشخوص ، انما احترام لشخص النبي فالأنبياء
لهم مكانه دينيه واجتماعية ، وهذا من الحقائق التي اذا ما اعترفنا بها يكون هناك ما
تقصير في الاخذ بالمعقول وغير المعقول . والفلم من الناحية التقنية هو ما يوصف بالمتكامل
على جميع المستويات ، ولكن الخلل هو في كتابة النص وهنا يجب معرفة ان للكتابة النص معاير يجب الالتزام بها عند تناوله في اي عمل
فني وهي مراعاة المعقول والا معقول في طرح اي فكرة تأخذ رواية لها علاقة بالنصوص التاريخية
وهذا ما أخفق به كادر العمل القائم على هذا العمل من الناحية الفنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق