حقائق
تحت عنوان
نفسي أبقى كافر
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
هي كلمة في مشهد من فلم الشيخ جاكسون للفنان احمد
الفنشاوي ، والفلم من تأليف وإخراج عمرو سلامة وليس هذا صلب الموضوع . ولكن ما طرح
في هذا المشهد رغم انه مضحك ، لكنها حقيقية من واقع الحياة ، وهي فرض سمات معينة
على الواقع الديني ، وهو يجب ان أكون صبور ومستسلم ، وان تعتزل الحياة بالرغم من
اننا نمتلك وسائل الحياة الكريمة . ويجسد المشهد رغبة المواطن البسيط في رغبة في
ان يكون في صف الشرك وبجوار أبو لهب في المشهد من دافع الجوع والعوز ، وهو ليس من
ضرب خيال المؤلف ، انما واقع بيننا نراه كل يوم من الصور التي حولنا . ودعوة الناس
للصبر وان الامر قضاء الله وقدره والامر مغاير لهذا ، فالله عندما يخلق احد ما
يخصص له رزق يكفيه ، وانا اؤمن بهذا . ولكن الذي يحصل هو بعض رجال الدين والسياسة
يقومون بمنع ذلك الرزق ، ويردد ان الله اقسم لك هذا فرضى ونحن مؤمنون . ولهذا يجب
ان يكون لذلك الايمان ظل على الأرض من سعة الرزق والخيرات لا ان نهلك من الجوع ،
وهنا ندرك ان هناك شيء غير صحيح بتلك المعادلة وكل حادثة على وجه الأرض ربطها بصفة
الرب ، فترى بعض الناس اذا جوعا يقول لهم هذا غضب الرب . وهذا والله هو الذي يدعوا
للضحك بحق فمن تقولون عنهم انتم لا غيركم مشركين هم في نعيم ويسر الحال ، اما في
الطرف الاخر نحن تعكس الصورة ، وهذا أيضا شيء غير منطقي . وصورة أخرى الذي لا ينجب
أولاد يقول البعض هي عقوبة من السماء ، ولو كان هذا صحيح ما كنا نرى الغير مسلمين
هم اليوم اكثر عدد وعده . وفي مجتمعاتنا أصبحت مصطلحات الصبر هي الرائجة بين الناس
، فالفقر على مستوى الدولة ليس من عمل الله انما هو فشل من في السلطة ، وان التخلف
الذي بين الناس هو ليس من عمل الله ولكن بسبب التخطيط الفاشل للإدارة التعليمية ،
والقتل للناس بصورة جماعية ليس من عمل الله ، ولكن هو الطمع التي في نفس الانسان
منذ بداية الخلق فأول جريمة عرفها الانسان بين أولاد ادم عليه السلام كانت بسبب
الطمع . وتعود بعض الوجوه في المجتمع تتحدث عن الصبر على قضاء الله وقدروا ، وكأن
الامر فرض علينا ، وسوف يقول احدهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد صبر وليخبرني
احدكم لم صبر لأنه كان نبي صاحب دعوة . وحتى بعد تولي الرسول الكريم السلطة لم يكن
للدولة موارد او مقومات ما كان يملكها الحضارات من حولهم . اما تأتي اليوم وانت
تملك كنوز الأرض وتقولي لي بصيغة الدين اصبر فمرفوض جمله وتفصيل من كل النواحي
العقلية والدينية والإنسانية ، فتعلمنا بالصغر ان الدين حياة ولم يخبرنا احد انه
مشقه وتعب . والغريب ان تلك الأصوات التي تدعوا للزهد والصبر على المحن لم تمر بها
مطلقاً، وكان الامر اصبح ما بين العوام والخاصة بالمصطلح الديني . وحتى السياسيون اصبحوا
يركبون تلك الموجة لتنفيذ إرساء قواعد سلطتهم ، فيخرج احدهم ليقول ان البلد في وضع
حرج ويجب على المواطن الصبر ، وهناك سؤال يجول بخاطري وهو ( لماذا اصبر وعلى أي شيء
؟) ، على فشلكم في إدارة الدولة اما على جهلكم في حق المواطن . وما قد حدث في مشهد
الفلم قد حدث في الواقع في تلك الهجرة ل أوربا ولسان الحال يقول (( اريد ان أكون كافر
)) . وقد حصل اكثر من هذا في صورة أولئك العرب والمسلمون عندما يلجئ لإسرائيل
للخلاص من بطش المسلمين وصور القتل المرعبة . وهذه وغيرها كلها صور لا يريد رجل
الدين والسلطة ان يراها لسبب بسيط انه سوف يرى مدى قباحة الوجه للشخوص التي هم
علبه الان ، او الكيان الذي ينتمي له . وهنا تسقط نظرية الصبر مقابل الجوع والخوف
والعوز ، ولو كان هناك مفكرين او قاده او حتى رجال دين حقيقيون ما كانت هذه الصورة
من واقعنا المرير . وحتى أصبحت بعض الدول الإسلامية ترى في الإسلام الشيء المعيب
وتعمل على الانشقاق مثل تونس وبعض الدول في المغرب العربي ، والغريب بدأت تظهر صور
للدكتاتورية الإسلامية في بعض الدول ومنها تركيا وذلك النظام الإسلامي وهو ليس من الإسلام
بشيء ، وهذه أيضا حقيقة هي عبارة عن استعباد الناس بسم الإسلام . ويجب على جميع من
ذكرت والذين لم اذكرهم معرفة ان الايمان يحتاج الى قوة والقوة تحتاج للقمة عيش
وراتب يسد رمق الفقراء ، لتقنعهم ان الله لان ينساهم . واما ما تفعلون هو ابعاد
البشر عن الدين . وفي نهاية ما بدأت احب ان استشهد بقول الله تعالى (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )) صدق الله العظيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق