الجمعة، 27 يوليو 2018

مقال


حقائق
تحت عنوان
نفسي أبقى كافر
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
هي كلمة في مشهد من فلم الشيخ جاكسون للفنان احمد الفنشاوي ، والفلم من تأليف وإخراج عمرو سلامة وليس هذا صلب الموضوع . ولكن ما طرح في هذا المشهد رغم انه مضحك ، لكنها حقيقية من واقع الحياة ، وهي فرض سمات معينة على الواقع الديني ، وهو يجب ان أكون صبور ومستسلم ، وان تعتزل الحياة بالرغم من اننا نمتلك وسائل الحياة الكريمة . ويجسد المشهد رغبة المواطن البسيط في رغبة في ان يكون في صف الشرك وبجوار أبو لهب في المشهد من دافع الجوع والعوز ، وهو ليس من ضرب خيال المؤلف ، انما واقع بيننا نراه كل يوم من الصور التي حولنا . ودعوة الناس للصبر وان الامر قضاء الله وقدره والامر مغاير لهذا ، فالله عندما يخلق احد ما يخصص له رزق يكفيه ، وانا اؤمن بهذا . ولكن الذي يحصل هو بعض رجال الدين والسياسة يقومون بمنع ذلك الرزق ، ويردد ان الله اقسم لك هذا فرضى ونحن مؤمنون . ولهذا يجب ان يكون لذلك الايمان ظل على الأرض من سعة الرزق والخيرات لا ان نهلك من الجوع ، وهنا ندرك ان هناك شيء غير صحيح بتلك المعادلة وكل حادثة على وجه الأرض ربطها بصفة الرب ، فترى بعض الناس اذا جوعا يقول لهم هذا غضب الرب . وهذا والله هو الذي يدعوا للضحك بحق فمن تقولون عنهم انتم لا غيركم مشركين هم في نعيم ويسر الحال ، اما في الطرف الاخر نحن تعكس الصورة ، وهذا أيضا شيء غير منطقي . وصورة أخرى الذي لا ينجب أولاد يقول البعض هي عقوبة من السماء ، ولو كان هذا صحيح ما كنا نرى الغير مسلمين هم اليوم اكثر عدد وعده . وفي مجتمعاتنا أصبحت مصطلحات الصبر هي الرائجة بين الناس ، فالفقر على مستوى الدولة ليس من عمل الله انما هو فشل من في السلطة ، وان التخلف الذي بين الناس هو ليس من عمل الله ولكن بسبب التخطيط الفاشل للإدارة التعليمية ، والقتل للناس بصورة جماعية ليس من عمل الله ، ولكن هو الطمع التي في نفس الانسان منذ بداية الخلق فأول جريمة عرفها الانسان بين أولاد ادم عليه السلام كانت بسبب الطمع . وتعود بعض الوجوه في المجتمع تتحدث عن الصبر على قضاء الله وقدروا ، وكأن الامر فرض علينا ، وسوف يقول احدهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد صبر وليخبرني احدكم لم صبر لأنه كان نبي صاحب دعوة . وحتى بعد تولي الرسول الكريم السلطة لم يكن للدولة موارد او مقومات ما كان يملكها الحضارات من حولهم . اما تأتي اليوم وانت تملك كنوز الأرض وتقولي لي بصيغة الدين اصبر فمرفوض جمله وتفصيل من كل النواحي العقلية والدينية والإنسانية ، فتعلمنا بالصغر ان الدين حياة ولم يخبرنا احد انه مشقه وتعب . والغريب ان تلك الأصوات التي تدعوا للزهد والصبر على المحن لم تمر بها مطلقاً، وكان الامر اصبح ما بين العوام والخاصة بالمصطلح الديني . وحتى السياسيون اصبحوا يركبون تلك الموجة لتنفيذ إرساء قواعد سلطتهم ، فيخرج احدهم ليقول ان البلد في وضع حرج ويجب على المواطن الصبر ، وهناك سؤال يجول بخاطري وهو ( لماذا اصبر وعلى أي شيء ؟) ، على فشلكم في إدارة الدولة اما على جهلكم في حق المواطن . وما قد حدث في مشهد الفلم قد حدث في الواقع في تلك الهجرة ل أوربا ولسان الحال يقول (( اريد ان أكون كافر )) . وقد حصل اكثر من هذا في صورة أولئك العرب والمسلمون عندما يلجئ لإسرائيل للخلاص من بطش المسلمين وصور القتل المرعبة . وهذه وغيرها كلها صور لا يريد رجل الدين والسلطة ان يراها لسبب بسيط انه سوف يرى مدى قباحة الوجه للشخوص التي هم علبه الان ، او الكيان الذي ينتمي له . وهنا تسقط نظرية الصبر مقابل الجوع والخوف والعوز ، ولو كان هناك مفكرين او قاده او حتى رجال دين حقيقيون ما كانت هذه الصورة من واقعنا المرير . وحتى أصبحت بعض الدول الإسلامية ترى في الإسلام الشيء المعيب وتعمل على الانشقاق مثل تونس وبعض الدول في المغرب العربي ، والغريب بدأت تظهر صور للدكتاتورية الإسلامية في بعض الدول ومنها تركيا وذلك النظام الإسلامي وهو ليس من الإسلام بشيء ، وهذه أيضا حقيقة هي عبارة عن استعباد الناس بسم الإسلام . ويجب على جميع من ذكرت والذين لم اذكرهم معرفة ان الايمان يحتاج الى قوة والقوة تحتاج للقمة عيش وراتب يسد رمق الفقراء ، لتقنعهم ان الله لان ينساهم . واما ما تفعلون هو ابعاد البشر عن الدين . وفي نهاية ما بدأت احب ان استشهد بقول الله تعالى ((  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ))  صدق الله العظيم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...