الاثنين، 23 يوليو 2018

مقال


السينما التونسية / والفن والواقع
تحت عنوان
فلم على كف عفريت - قراءة فنية
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين  
    تتعدد الصور وفساد الحكومات العربية من اسوء ما يكون في تاريخ البشرية . حيث قدمت السينما التونسية صور من الواقع الكارثي الذي كان عليه الحال . والعمل من اخراج المخرجة التونسية كوثر بن هنية ، وهو يصنف من أفلام الواقعية ، التي تحكي عن ظاهرة اضطهاد الشعوب . والذي اعجبني في محور الفلم تحت نظرية ((اما نحن اما الفوضى )) ، بكل ما يحملون من سوء خلقي واخلاقي لا يمت للإنسانية بصلة ، وهذه النظرية ليست في تونس وحسب ولكن جميع الأنظمة التي كانت والحالية ، ومثال على هذا ما يتردد في الجزائر اليوم اما نحن او العشرية السوداء وليس هذا صلب الموضوع . يأخذ الفلم جانب مهم جدا وهي حكاية طالبة جامعية تسكن منزل الطالبات الجامعي واحلام تلك الفتاة هي ليست أحلام شاذة ، ولا مستحيلة ، في التعرف على شاب وسيم تتبادل معه مشاعر طيبة . وهنا يأتي باب الوعي والتثقيف في ان يكون للفتيات ثقافة ولا اقصد هنا ثقافة الكتب والكلمات ، انما ثقافة الحياة التي يصعب شرحها في صفحات الكتب من خلال معرفة الحقوق والواجبات ، فيجب على الفتاة ان تعرف ان المحافظة على نفسها ليس من اجل اب او اخ او حتى عشيرة ، انما من اجل شخصيتها التي تحكمها اعراف لا تمت للإنسانية بشيء ، وهنا تكون صورة الشخصية الرئيسية بهذا الدور من خلال اظهار جانب عدم امتلك تلك الثقافة التي تعطي لها حصانة من الأفكار الغير متحررة في مجتمع . حيث تمنح للرجل ان يفعل كل شيء لأنه رجل فقط ، وهنا يجب ان نقول ان الفلم ينتقد فترة حكم بن علي وليس اليوم هو بخير من الامس ، وهذا ما كنت ارمي له فيما كتب . وهو ان حاكم البلد ذلك الوقت لم يكن يعطي أوامر بنشر الاضطهاد ولا كسر القوانين للمصلحة الشخصية ، ولكن وجود شخصيات تعتبر انتهازية وطريقة تمسكها بالسلطة هو من افرز هذه الظاهرة وغيرها الكثير . وهذا ليس دفاع عن بن علي ولا عن احد ، ولكن تناقص الوعي عند الشعوب سيكون له قضايا كارثية ، ولو حكمهم نبي من السماء اذا المشكلة ليست من يحكم وهذا ما فشل العمل . في تقديمه وركز على عرض صور الانتهاكات والتصرفات السلبية التي كانت من خلال مجريات الحدث ، ولم يتطرق الى المسببات والحلول حتى نهاية الفلم وهذا أيضا جانب غير سليم في سياق الفلم ، وبصورة عامة كان الفلم ناجح لحد ما وهو يتأرج ما بين فلم سينمائي وفلم وثائقي وهو اقرب الى الأخيرة ، وهذا ما اضعف الفلم من ناحية السياق الدرامي او طريقة معالجة النص او طريقة تهذيب النص للحدث . وتلك احد عيوب الاعمال في عالم السينما وهذا لا يعني انه اسقاط ، ولكن طريقة انتقاد حضارية في النهوض في واقع السينما العربية ولهذه كتبت هذه الكلمات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...