السينما التونسية /
والفن والواقع
تحت عنوان
فلم على كف عفريت - قراءة
فنية
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
تتعدد الصور
وفساد الحكومات العربية من اسوء ما يكون في تاريخ البشرية . حيث قدمت السينما
التونسية صور من الواقع الكارثي الذي كان عليه الحال . والعمل من اخراج المخرجة التونسية
كوثر بن هنية ، وهو يصنف من أفلام الواقعية ، التي تحكي عن ظاهرة اضطهاد الشعوب .
والذي اعجبني في محور الفلم تحت نظرية ((اما نحن اما الفوضى )) ، بكل ما يحملون من
سوء خلقي واخلاقي لا يمت للإنسانية بصلة ، وهذه النظرية ليست في تونس وحسب ولكن
جميع الأنظمة التي كانت والحالية ، ومثال على هذا ما يتردد في الجزائر اليوم اما
نحن او العشرية السوداء وليس هذا صلب الموضوع . يأخذ الفلم جانب مهم جدا وهي حكاية
طالبة جامعية تسكن منزل الطالبات الجامعي واحلام تلك الفتاة هي ليست أحلام شاذة ،
ولا مستحيلة ، في التعرف على شاب وسيم تتبادل معه مشاعر طيبة . وهنا يأتي باب الوعي
والتثقيف في ان يكون للفتيات ثقافة ولا اقصد هنا ثقافة الكتب والكلمات ، انما
ثقافة الحياة التي يصعب شرحها في صفحات الكتب من خلال معرفة الحقوق والواجبات ،
فيجب على الفتاة ان تعرف ان المحافظة على نفسها ليس من اجل اب او اخ او حتى عشيرة
، انما من اجل شخصيتها التي تحكمها اعراف لا تمت للإنسانية بشيء ، وهنا تكون صورة
الشخصية الرئيسية بهذا الدور من خلال اظهار جانب عدم امتلك تلك الثقافة التي تعطي
لها حصانة من الأفكار الغير متحررة في مجتمع . حيث تمنح للرجل ان يفعل كل شيء لأنه
رجل فقط ، وهنا يجب ان نقول ان الفلم ينتقد فترة حكم بن علي وليس اليوم هو بخير من
الامس ، وهذا ما كنت ارمي له فيما كتب . وهو ان حاكم البلد ذلك الوقت لم يكن يعطي
أوامر بنشر الاضطهاد ولا كسر القوانين للمصلحة الشخصية ، ولكن وجود شخصيات تعتبر
انتهازية وطريقة تمسكها بالسلطة هو من افرز هذه الظاهرة وغيرها الكثير . وهذا ليس
دفاع عن بن علي ولا عن احد ، ولكن تناقص الوعي عند الشعوب سيكون له قضايا كارثية ،
ولو حكمهم نبي من السماء اذا المشكلة ليست من يحكم وهذا ما فشل العمل . في تقديمه
وركز على عرض صور الانتهاكات والتصرفات السلبية التي كانت من خلال مجريات الحدث ،
ولم يتطرق الى المسببات والحلول حتى نهاية الفلم وهذا أيضا جانب غير سليم في سياق
الفلم ، وبصورة عامة كان الفلم ناجح لحد ما وهو يتأرج ما بين فلم سينمائي وفلم
وثائقي وهو اقرب الى الأخيرة ، وهذا ما اضعف الفلم من ناحية السياق الدرامي او
طريقة معالجة النص او طريقة تهذيب النص للحدث . وتلك احد عيوب الاعمال في عالم السينما
وهذا لا يعني انه اسقاط ، ولكن طريقة انتقاد حضارية في النهوض في واقع السينما
العربية ولهذه كتبت هذه الكلمات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق