الخميس، 8 مارس 2018

مقال


( قصة رجل عرف نفسه .. محمود صلاح الدين  البارون الأخير  انموذجا )
د.احمد ميسر - المكتبة المركزية

اتمنى احيانا ان ادهسه بدراجتي النارية حتى تندلق امعائه واخلص منه ومن اليوم الذي عرفته فيه والقاضي ينطق بحقي حكم الاعدام ( والستات تزغرط والرجالة تقول الله اكبر كما في مسرحية شاهد مشفش حاجة ) ويرفض اي التماس او استرحام لتخفيف العقوبة الى مؤبد لارتكابي جريمة قتل مع سبق الاصرار والترصد
ماشي قبول وانا الممنون بس اخلص منو لما يصيبني من جراء عشرتي له من افكار ومشاعر ومواقف قد يرقى البعض منها الى مرتبة الكارثة بامتياز
لكني اعود بعد مرور شئ من الزمن
احيانا قد يكون بمجرد رؤيتي له في اليوم التالي او اتصاله بي في ذات اليوم
وانسى كل ماتقدم ذكره واعاود الحديث معه والتبسم في وجهه والبدء بعملية فرمتة فورية قلبا وعقلا لكل ماعلق بهما من ادران زعلي او غضبي منه
والانكى ..
اني ابادر بدعوته على الفور لمشاركتي طعامي وشرابي في الكشك المجاور للمكتبة وكأن شيئا لم يكن
ثمة سطوة عاطفية وروحية لهذا الانسان علي يذنب فاستغفر عوضا عنه
يقلب عالي عالمي على سافله بافكاره اللانمطية ومواقفه التي تصل لدرجة من الصراحة والجرأة والعمق يظنها الجاهلون والسطحيون وانصاف الميتون وقاحة او ضرب من الجنون وال (ثرد بسد الماعون ) على حد تعبير المثل الشعبي العراقي
لكني اجدني اسارع على الفور الى لملمة وردم وتوضيح تلك اللانمطية والصدق المحض الصادرة منه لاناس تعودوا منذ نعومة اظفارهم على تقديس قوقعاتهم الفكرية وتجميد عاطفتهم الانسانية والعض بالنواجذ على اقنعتهم الفنتازية التي لاتنطلي الا على السذج والبلهاء والممسوخين من جماعة فرانكنشتاين لايزال حيا او اعضاء رابطة نعيش نعيش ولو بس نعد ايام واحنا ميتين صاغلنا سنين من نقص الحنين وانعدام صلتنا بمشاعرنا الانسانية مثل باقي البني ادميين
ابقى هكذا معه بين مد وجزر
اتخذ القرار بعد القرار واوقع التعهد اثر التعهد لقطع علاقتي به في اول فرصة مواتية وبمجرد ان يحتاجني في امر طارئ ما
امزق كل ماوقعت عليه من اتفاقات واضرب بعرض الحائط كل ما مهرته بتوقيعي من بورتوكولات مشددة مع الذات واهب كالملسوع لنجدته والوقوف الى جانبه
ثمة اسرار انسانية وعاطفية وروحية لازالت قابعة في لاوعينا تحدد بوصلتنا الروحية والعاطفية كيفما تختار هي لا كما تختار عقولنا المنطقية الواعية وتضع اصبعها في اعين تبجحنا العلمي والمعرفي والتحليلي لتقول لنا وهي تخرج لسانها لتغيظنا وتعرفنا حجمنا في ذات الوقت لازال الوقت مبكرا جدا ايها السادة على التبجح واعلان الحسم والتشدق بامتلاك الحقائق
هكذا اشعر ..
كلما اعدت التجوال مرارا وتكرارا في اخاديد ذاكرة علاقتي بصديقي الانسان والشاعر أ.محمود البارون في محاولة لفك طلاسم واحاجي تلك العلاقة العظيمة والغريبة والمشوقة والمرهقة التي تربطني برباط لا فكاك منه
كثيرا ماحرضني الوشاة والنفعيون والحاسدون على اعادة تقييم علاقتي المميزة معه ومكانته لدي في محاولات مستميتة لقطع او تخفيف علاقتي به بحجج واعذار شتى لايعلم اشباه الاغبياء اولئك وانا اضحك في سري لقبح سريرتهم وسطحية مقاييسهم ان كثيرا مما ينتقدونه في شاعرنا المبدع وانساننا المبدع أ. محمود البارون ان لم يكن محض اكاذيب لفقوها بحقه حسدا من عند انفسهم لتفوقه عليهم في كثير من المجالات الفكرية والعملية والحياتية
فهي محض ايجابيات تزيد قربه مني وتأكدي من صدقية وابداع الخط الذي ينتهجه على الاصعدة كافة
لا أدعي بحقه الكمال حاشا
فالكمال لله وحده وكما قال الشاعر قديما
كفى المرء نبلا ان تعد معايبه
لكننا بشر بعضنا يرتقي بفكره وانسانيته ليقرب من الملائكة والبعض الاخر يستطيب ويستلذ ويشعر بانه قد وجد نفسه اخيرا كلما اقترب من حالات وتقسيمات تقرب تارة من مرتبة القطيع وتارة اخرى من مرتبة المسجلين في سجلات الاحياء والحياة منهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب
معضلته الاساسية انه انسان وشاعر تتنفس رئتيه الحياة من الفها الى يائها قرر ان يواجه الدنيا بأسرها بقضها وقضيضها بعقل وقلب لم يجدهما يوما بحاجة الى اي تزويق او رتوش او اقنعة ساذجة مقرفة كسذاجة وقرف من يصر على ارتدائها فعمليات التجميل التي ادمنها البعض لعقولهم وارواحهم ليخفوا بها مايختلجهم من عيوب وزلات يندى لها جبين الشيطان ذاته لايحتاجها ولاتحتاجه لا من قريب ولا من بعيد وهي بغيره اليق وانسب لملائمتها لشخصياتهم البائسة التي لايكمل نقصها الا الاقنعة
ابق كما انت زميلي وصديقي الرائع المبدع أ.محمود البارون فتلك ميزتك الكبرى ونقيصتهم العظمى وحجر الرحى في قصة غيظهم وحسدهم منك ومحبتي وصداقتي بك
صدق بول فاليري حين قال يوما
ان تكون انت .. يالها من مهمة شاقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...