تهذيب العقول
تحت عنوان
أقلام وكتاب
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
الى كل شاعر
ذو العقل يشقى
في النعيم بعقله … وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ ، رحم الله أبو الطيب المتنبي هي
نبؤه من ما تنبئ به هذا حالنا اليوم والغريب ان هناك مفعوم للمتعلم وغير الجاهل سأئده
اليوم الا وهو ان المثقف هو من يكمل دراسته في مرافق التعليم وهذا غير صحيح ولكن
الاصح ان تقول ان المثقف الحقيقي هو الذي يكون له راي فيما تعلم وإيجاد الا شيء
التي عجز عنه غيره في ما تعلم واليوم نرى ان هناك أقلام لا تمت للثقافة بصله الا
بالصيغة الاستعراضية في عرض الشخصية على انها تتملك تميز من نوع خاص وهذا هو عامل
عدم تهذيب ما تلقى من معلومات من خلال السيرة العلمية ونرى اليوم الكثير من الأقلام
في الساحة الثقافية كل ما تريد الجري خلف التنافس والمسابقات في إظهار ذاته وهذا
بنبع من ضعف القدرة على الابداع وليس هذا فحسب ولكن يذهب ابعد من هذا ويرى نفسه
فوق مستوى البشر وينكر أي نشاط متميز بحجة ان الطرف الاخر لا يوازيه في التعليم
ونسي ان المضمار الادبي لا يحكمه شهادة فانا اعرف عشرات الشعراء من حملة شهادة
الدكتوراه في الادب العربي يقحم نفسه في مضمار الادب فقط لأنه تعلم كتابة الاوزان
الشعرية وهذا لا يصنع شاعر انما يصانعه الناظم للقصائد وناظم القصائد ليس بشاعر
ودليلي بهذا ان الخليل بن احمد الفراهيدي هو من أسس علم العروض يذكر لغوي وليس
شاعر وهذا مفهوم يرفضه الاكاديميون اليوم وقد يسال القارئ الان من هو اذا الشاعر
وهذا صعب ان أقوم على تحديد من هو الشاعر ولكن الشعراء يعرفهم الناس فهناك أنواع من
الشعر منها شعراء السلاطين وهؤلاء بموت صاحب القصيدة يموت هو ، وهناك نوع اخر من
الشعراء هو شعراء المال البحثين عن لقمة العيش من ما يجود به لسانه لا فرق اذا كان
سلطان او حيوان المهم ان يجمع ما يقدر على جمعه من المال وهناك شعراء اكاديميون كل
ما يفكر به هو وضع كتاب على رف بعيد عن مبدأ هل هناك من يقرأ الشعر ، والشعر في حقيقة الامر منذ ولد مسموع لا
مقروء وهذا ما يجهله جل الشعراء وهنا يجب ان العالم اليوم هو عالم سمعي لا وقت له
للقراءة بوجود التقنيات الحديثة ورغم هذا تظهر شريحة تطلق على انفسهم النخبة في
تجمعات معروفة تبني لها اسوار وتبعد الناس عنه وان في حقيقة الامر تجد ان امه التي
ولدته لا تعرف انه يكتب الشعر وهذه معضلة في عالم اليوم ولقد التقيت بالكثير منهم وتأخذني
بهم نظرة شفقة لعدم النضوج الفكري لديهم ومنها من المستحيل الوصول لمرحلة التهذيب
في العقول .... ولهذا كان هذا المقال
مقصودة
.......................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق