يوميات رجل أحب العراق
قصيدة للشاعر البارون الأخير // محمود صلاح الدين
عندما يسخر مني القدر
اقرر عندها
ان أمزق هويتي
أمسح ذكرتي
وان احرق جواز سفري
الذي لا يعترف به أحد
سواي
واغير مجرى نهر التاريخ
وأعلن وفاة شاعر
وأطوي في دفاتري صفحة
الضحك على
الذقون
اجمع حاجيات لا املكها
أهديه
لعصافير تعبت
لاذت بالشجر
وعود بعدها
اقرأ ما كتب السياب
عن القدر
وانصهر على المقاهي
التي هجرها الشعراء
ابحث عن إثر
ل خليل الحاوي
لعلي أجد سببً
لم فعل
واحرق السجائر
واقف على طريق
اجمع من الوجوه قصائدي
من الأقنعة الباليه
على وجه البشر
من الاحزان
من الضحكات
من الجوع
من الترويع
من التهميش
من جندي يقول لي في وطني
أبرز أوراق الإقامة
ما الذي تبقى لي هنا
لتقوم اليوم القيامة
على جراحي يمر العابرون
أحدهم يقرأ لي
والأخر لا يفهم يردد
ما هذه التفاهة
الكلام صحيح
ما يفعل العقل في زمن التفاهة
لا أماكن له
لا مريدين له
لا أفكار له
عندما يعلو صوت السلاح
يدفن العقل
وتنزع عن الشفاعة
ويهدر دمه
بين القبائل
هجران وتميم وخزاعة
عندما يسخر مني القدر
أجد نفسي
تحت رايات حمر
سوداء
خضراء
تعلو على جماجم الموتى
وسمع صوت انين الخنساء
لا ارض لي
لا سماء لي
لا اسم لي
الا في قوائم المطلوبين
او أسماء العابرين
حدود الوطن
لا وطن
على خارطتي
لا معشوقة
لي هنا
لا من يسال عني
الا ليلبسني
ثوب المصائب
عندما يسخر مني القدر
أفقد
هويتي
انسانيتي
وما تبقى لي
علمت ساعته انني
لا املك الحق الهروب
من القدر
لا املك الحق الهروب
من القدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق