الثلاثاء، 21 مارس 2017

من صفحات مدينة منكوبة مدينتي الموصل

من صفحات مدينة منكوبة
مدينتي الموصل
قصيدة للشاعر البارون الأخير / محمود صلاح الدين
من هنا مر التتار
تركوا خلفهم
بقايا محرقة
وجثامين لموتى
منهم الاموات
منهم الاحياء
الأموات على الأوراق الحكومية
بيوتا خاويه
شوارع مهجورة
أحلام مسروقه
سرقها التتار
مئذنة تنوح
يجرون معهم اسراب السبايا
وصناديق الخابية
قلادة امي سرقه أحدهم
لا تحزني ستبقى
اسمها قلادة
بأي يد كانت
فوق الأرض
تحت الأرض
لا تحزني فالكنوز دوماً
تحفظ تحت الأرض
من هنا مر التتار
تركوا خلفهم
ثكلى
واطفالا يتامى
واحزان المدينة القديمة
وجثمان لعصفور
سوف يلعنهم ليوم القيامة
ورسوم على جدران
لمجموعة حمقى رحلوا
خرافا لموائد التتار
تجارة الله مهنتهم
تركوا خلفهم
أسماء وكنى
وحقيبة ذكريات
ليس فيها سوى
دفاتر عار
وفتاوى
كيف لك الحق ان تشعل نارا
من هنا مر التتار
تركوا خلفهم
خوفا من غدا
لا غدا بعد اليوم
لا ضحكات
لا قصص جدتي
لا مقهى البجاري
وترحيبات أبو صالح
لا طيور مهاجرة
ولا أربعينية ل ام كلثوم
كل عام
ولا كتاب على رصيف
من هنا مر التتار
مرو على حطام الأنبياء
واحرقوا
وسلبوا
ونهبوا
ورحلوا
وتركوا الجراح
وابوابا تشتكي
وكتبوا عليه
انهم راحلون
وأننا يوماً سوف نعود
من هنا مر التتار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...