الأحد، 2 مايو 2021

مقال

 على هامش سيرة المظاهرات

تحت عنوان

ترفهية لا اصلاحية

بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين



تكثر هذه الايام المظاهرات في شوارع بغداد والمحافظات العراقية والاعلام يصورها على انها حركة نهوض وهذا غير صحيح ولم اقل هذا من الهوى ولكنني اشتركت يوماً ما باحدى تلك المظاهرات انا وصديقي ايمن البدري فما لمست فيها شيء من الاصلاح وهذه للاسف هي الحقيقة وما يحدث فقط هي عملية ترفيه عن النفس بسبب ارتفاع حرارة الجو ولو كان هؤلاء يردون ثورة كما يردون يجب ان يكون هناك توعية من نوع اخر فالثورة لا صراخ ولا شعارات رنانه لا يسمعها مسؤول فاسد وما يفعله المسؤول عند سماعه بتلك الممارسات هو الضحك فقط ويردد كلمة خليهم يعيطون اي يصرخون فلن يخترق ذلك الصوت جدران المنطقة الخضراء التي اعيد بنائها بالمال الحرام ولكن الثورة لها قواعد وأصول اولها ان يكون لها قيادة نزيها ليس لها دخل من قريب او بعيد في ممارسات الدولة الا اخلاقية ولكن لو عدنا النظر بما يحدث في شوارع بغداد او اي مكان في العراق هي حالة يأس لا اكثر فيكون الصراخ هو الحل للترفيه عن النفس والكثير منهم له اجندة يعمل عليها للخروج بمصالح شخصية فمعا اول الوعود بالتعينات انصرف معظم الشباب وانصرف اخرون مع اول تهديد بالقمع وهنا تتضح الصورة لتلك النوعية من المضاهرات ويتبين ان المسالة لم تكن مسالة وطن فالصورة مغايرة  كما حدث في شوارع القاهرة عندما اصر الشباب المصري على التغير وكان لهم ما أرادو اما في مظاهراتنا فالمر يختلف فلا قيادات ولا اهداف ولا مبادئ فقط نريد وطن ولا يعلم الكثير ما هي الطريقة في استعادة الوطن ولكن كانت مطالبهم وظيفة رواتب ماء كهرباء وعيش رغيد والجميع يجهل ان كل تلك المطالب هي مطالب ساذجه في مقارنة مع ما سلب من الشعب فمن ضمن المسروقات هي الهوية العراقية فما عاد وجود لها وبقيت مسميات سيئة ( شيعي ، سني ، مسيحي كوردي ، شبكي ، تركماني ) ولكن السؤال اين العراقي والجواب لقد تم اغتيال العراقي على رؤوس الاشهاد والقاتل معلوم لايخضع للحساب او عقاب فاغتيال الهوية هي ابشع الجرائم التي ارتكبت في العراق وجاء بعدها اغتيال القضاء والتعليم والصحة فتحول العراق الى حديقة حيوانات يأكل كل منهم الاخر ومن يظن ان الصورة التي رسمتها الان هي تنتمي الى صيغة المبالغة فاقول له ان الواقع اسوء بكثير من ما ذكرت بكثير ومن هنا نفهم حاجتنا الى الثورة التوعوية قبل الشروع بثورة الشارع العام فما لا يفهمه الكثير ان ما على الساحة ليس صراع احزاب ولكنه صراع قوة مسلحة فالحزاب التي لا تملك المفكرين وعدد المقاتلين يفوق عدد اصحاب الاقلام فيها ليست احزاب والحق يقال ان الثورة التي لا يكون لها مفكرين يأسسون لها تكون زوبعة في فنجان ولا يكون لها صدى خارج الفنجان ومن هنا نفهم طبيعة تلك المظاهرات التي فيها كل منهم يبكي على ليلاه وهنا يجب ان يكون لاصحاب الاقلام دور اكبر من الجري خلف المهرجانات والملتقيات الادبية والثقافية ليتكلموا عن بلد ثاني وهذا بالضبط ما ساهم في خراب البلاد والعباد فبلد بلا ثقافة هو اشبة بحضيرة خنازير يملئ ارضها القاذورات ويسمع فيها خنخنة الخنازير وهذا حال البلد اليوم وأنهي ما بدأت بكلمة ( لك الله يا عراق)

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...