ذوي الاحتياجات
الخاصة ومواقع التواصل
تحت عنوان
ممارسات معيبة
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
كلهم خلق الله وقدره ان يولد على هذا الشكل ولكن من المعيب ان يصبح
هؤلاء مادة للشهرة الواسعة على مواقع التواصل لضحاك الناس على برنامج مثل التك تك
او غيره والحق يقال ان تلك الظاهرة انتشرت بشكل واسع فمنهم القصير والسمين
والمتخلف عقلياً ومنهم من يظهر بأراداته واخرون لا ، والسؤال هنا هل اصبح خلق الله
مادة للسخرية ؟ . وهنا تكون مسالة الثقافة والتوعية الاسرية والأخلاق في مسالة
اختيار المسارات المتبعة من قبل الفرد والحقيقة التي يجب الاعتراف بها ان مجتمع
اليوم لا يملك أي من المبديات التي تأهل الشخص ليكون انسان سوي بالقدر المطلوب وما
نرى اليوم من تجاذبات وتشتت هو نتيجة حتمية لكل ما ذكرت ولا تقع المسؤولية في هذا
الموضوع على الشخص الناشر ولكن الشخص الذي يعاني من عوق معين هو أيضا من يتحمل
جانب من المسؤولية لان هناك اشخاص منهم يمتلك الإرادة في هذا الموضوع والاغرب من
كل هذا ان تلك المواضيع تلقي رواج كبير بشكل مريب كالنار بالهشيم وهذا طبيعي
فالمجتمع يعاني من قصور ذهني وعقائدي فمواقع التواصل اليوم أصبحت للتفاهات أمثال
امرأة غانية تعتمد على التأثير الصوتي في تحريك الغرائز والمراهنة على هذا واخر
يمارس لعبة عبثية تثير الرغبة في القتل وهذه أيضا من الممارسات الخطيرة على المجتمع
وان العواق ليس مواد للشهرة انما هو حافز للتقدم في وسط مجتمع يرفض هذه الشريحة من
المجتمع للعديد من الأسباب ومنها التميز الذي يولد عند البعض من تلك الشرائح
وموضوع عدم تقبل المعاق ليس بجديد ف افلاطون على سبيل المثال في كتاب الجمهورية
الفاضلة أعلن هذا بشكل صريح في ان المجتمع يرفض انصهار تلك الشريحة في المجتمع
ومرت السنوات والقرون ومازال البعض يؤمن بتلك التفاهات ولا يغروكم وجود منظمات
مدافعة عنهم فحقيقة تلك المنظمات وللأسف (التجارة بمعاناة البشر) واغراض أخرى لا
يعلمها الا الله فتلك الشريحة بكل ما تعاني من تهميش واستبعاد ولم يكتفي البعض
بهذا فذهب اليوم بعمل فيديوهات تثير الضحك على ما يعاني احدهم فقط من اجل جمع المشاهدات
دون النظر للجانب الإنساني من الموضوع متجاهلين كل القيم الإنسانية وهي من اهم
المواضيع التي اندثرت في يومنا في فوضى المال والحروب فما عاد هناك انسان على سطح الأرض
وقد يغضب البعض من هذا ولكنها الحقيقة ان ما عاد هناك مكان للإنسانية او الانسان
على سطح الأرض والدليل على كثرت الحروب والكوارث التي تسبب بها البشر والحقيقة
انني لا استغرب أي عمل بشري لا يكون فيه شيء من الإنسانية فما اكثر الفقراء
والمعوقين والارامل والايتام وكل هؤلاء يشكلون اكثر من نصف العالم بالعدد ويأتي
احدهم يتحدث عن الإنسانية ورعاية شرائحها وكلها عبارة عن شعارات فقط لا اكثر فأصبح
الانسان هو الحيوان الأكثر افتراساً على وجه الأرض فلما العجب عندما يقوم احدهم بعمل
ساخر مادتها من ذوي الاحتياجات الخاصة فالعالم هو اليوم غابة يأكل فيها القوي
الضعيف وفي نهاية ما بدأت استشهد في مقولة (إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر
قدرة الله عليك)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق