أردوغان والهروب
تحت عنوان
الحروب العبثية
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
يسأل الكثير عن ما يحدث في أروقة السياسة التركية وتدخلاتها في شؤون
الدول الجوار منها والإقليمية وهناك الكثير من التفسيرات منها المنطقية وغير
المنطقية فيقول بعضهم ان الاكراد هم الهدف وأخرون يقولون النفط وهذا كلام لا يصب
في عين الحقيقة والمراد من هذا التغير الجذري ولم يكن هذا التحول محض الصدفة ولا
بشكل عشوائي كما يظن الكثير ولكن لو قرأنا الموضوع قراءة مغايرة نجد ان الموضوع هو
مسالة هروب من نوع ثاني فاذا كانت الأراضي التي تتواجد عليه القوة العسكرية تهم
النظام التركي فان المسالة تكون منطقية فالقضية الكردية هي لها تاريخ طويل من
الصراع العبثي فلا الاكراد يحققون الحلم ولا السلطة في تركيا حققت القضاء على ما
يسمى القضية الكردية واما عن ما يدور في ليبيا هي أيضا حرب عبثية دون أي جدوى تذكر
ولكن هي الطريقة الوحيدة التي وجدها اردوغان في ابعاد الجنرالات الجيش عن التفكير
في مسك زمام السلطة فمنذ عام 2016 ادركت السلطة خطر الجيش في تغير النظام الحاكم من
خلال الانقلاب الفاشل فرتاءة السلطة في فكرة الحروب العبثية اشغال الجيش وسلطة
العسكر بها وهي فكرة بحقيقة الامر انتحارية فالاقتصاد في تركيا ضعيف ولا كاد ان
يفي بالأغراض المرجوة منه لخدمة المواطن البسيط مع الكثير من المشاكل داخل الحياة
في تركيا من قضية الهجرة وقضية الانضمام للاتحاد الأوربي التي انتهت بسبب تهور
السلطة هناك وهناك قضية جوهرية أطاحت في كل الاحلام التركية وهي نظرية السلطة
الدينية التي تأخذ رداء الدين لتبرر لنفسها قضايا تراها فيها انها الأقرب الى
الصلاح وهم بعيدين كل البعد عن هذا فليس هناك اليوم حكم يعتمد على الدين الا ورأيت
معه الفساد وكل الأشياء الغير الإنسانية وليست المشكلة في الدين ولكن هم شخصيات
تمتاز بالانتهازية الشخصية تأخذ الدين غطاء لها ومن هنا نفهم الوضع هناك فالقضية
اكبر من ادخال الدولة في حروب المصالح الإقليمية والدولية والغريب ذلك الإصرار على
اتباع سياسة الهاوية والنهاية حتمية لتلك السياسات والاغرب ان أوردغان هو نسخة
سيئة للخلافة الاسوء في التاريخ الإسلامي من لا يعرف ان العرب المتضرر الأكبر من
تلك الحقبة التي كانت للخلافة العثمانية فلا تعليم ولا مدارس وتفشي الامراض
والاوبئة وكل هذا ساهم في الوضع الذي عليه العرب اليوم واليوم يأتي اردوغان ليتحدث
عن إعادة حلم الخلافة وهو ضرب من الخيال في تلك الابجديات للسياسة الحديثة للدولة
فهناك تخبط ما بين العلمانية والإسلامية فكانت هناك دولة هجينة تتخبط في أروقة السياسة
العالمية وكل المعطيات تقول انها الى الزوال وانهيار قريب واسقاط حكم الدين في
تركيا لأنه تبنا نظرية الازدواجية في معاير بناء الدولة .... ولهذا كتبت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق