الجمعة، 10 يناير 2020

مقال


المواطن صالح سعيد البومة
تحت عنوان
قراءة في كتاب
هو عمل احترافي بامتياز (للدكتور احمد جارالله ياسين) في مضمار الادب الساخر ويعد هذا اللون من الادب هو الأصعب من الناحية التقنية في فنون الادب وقد اخذ بين صفحات الكتاب يوميات رجل يحمل كل معاناة المواطن في يومنا هذا وتبدأ في تسمية تلك الشخصية فاخذ كلمة مواطن وهي قضية الانتماء للوطن من الناحية العامة وصالح إشارة الى تلك التسمية التي ترد في الاخبار والبرامج في التلفاز وهو المراد في ذهن جميع السلطات التي تتوالى على الحكم اما عن سعيد فهو سعيد بس بالاسم فالسعادة لا تعرف الطريق له ولكن يأخذها الكاتب من باب التفاؤل لا اكثر وهنا تأتي البومة وهو لقب مستوحى من البيئة التي ينتمي لها المؤلف فهناك الألقاب يحملها بعض الشخوص ومنها المهن التي يمتهنها الرجال واختيار البومة دلالة على سوء الحظ التي رافقة الشخصية في سطور الكتاب وتأخذ تلك اليوميات لهذا المواطن كل ما يتعلق باليوميات للمواطن البسيط ما تحمل من هموم ومتاعب ومفارقات الحياة ما بين الفرح والحزن وتسليط الضوء على بعض القضايا التي تلامس المواطن بشكل مباشر بصورة نقدية تهدف الى تصحيح ما نعاني منه كل يوم وقد كانت تجربة هذا الكتاب بمثابة باكورة الاعمال الساخرة فتلك الشخصية هي أقرب من ما يكون لمشاهد نرها كل يوم في البيت او الزقاق او مكان العمل وقد أعطى الكاتب لهذه الشخصية كل الميزات التي تقرب للقارئ الصورة المراد تقديمها من خلال هذا العمل من خلال أدبيات المواقف التي يقف عليها من خلال تلك المشاهد المكتوبة على الورق وقد كان هناك تعمد في رسم ملامح هذه الشخصية الى ان تكون شبه حقيقية فالرجل يحمل تاريخ ولادة وله زوجة واولاد وعمل وأصدقاء وكل المقومات التي تمتع القارئ عند تتبع تلك الشخصية من خلال المواضيع التي يضمها الكتاب وهنا يجب التركيز على ان هذا النوع من الادب ليس سهل كما يظن البعض انما هو الشعرة التي تكون الفاصل بين الادب الساخر والتهريج وقد نجح الكاتب هنا في الإمساك بتلك الشعرة التي صنع منها عمل احترافي فريد من نوعه وقد يكون كل ما ورد في صفحات هذا الكتاب يلمس أي شخص في حياتنا اليوم بشكل او بأخر فالجميع يرى ويسمع كل يوم ما يكون من شخصية صالح سعيد البومة ولكن توظيفها بشكل احترافي لم يتمكن منها سوى الكاتب وقد جمع كل تلك المواقف في شخصية صالح وهذا لم يأتي بطريق الصدفة فالرجل أكاديمي وله قراءة في ترجمة الاحداث اليومية لصيغة الحدث الذي يعبر عنه بتلك الشخصية التي هي أيقونة الادب في زمن الفوضى وهذه الكلمات ليست للترويج لهذا العمل انما نحن أصحاب رسالة ولسنا في دور التقييم لعمل معين ولكن البضاعة الممتازة تفرض ذاته على الطبقة التي تحمل صفة مثقف ولحقاق الحق كتبت هذه الكلمات ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...