حكاية صح النوم
تحت عنوان
في جمهورية فيطي
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
هام جدا .................. يسأل الكثير ما الذي يجري على أرض جمهورية
فيطي من فوضى وقتل وتهجير وفساد اداري ومالي وتكمن الإجابة في حكاية من التراث
الموصل (( يحكى ان لص قد نزل على سطح احد المنازل فطلب الاب من الابن الذي كان
يعني من مرض ان يرتقي الى السطح ليتفقد ما يجري فصرخ الابن هناك لص فأجابه الاب
امسك به فرد الابن امسكته فعاد الاب انزله رد الابن لا استطيع فقال الاب اتركه فرد
الابن هو لا يريد تركي )) هذا بالضبط ما حدث في فيطي فما نرى اليوم من كل الظواهر
الشاذة في مجتمعنا هو ان الذين يمسكون بالسلطة لصوص من نوع خاص يمتلكون المال
والنفوذ الذي ساهم في عملية إرساء سلطتهم وفي تراث الشعبي للعاصمة كان يحكى ان
هناك أربعين حرامي ومن الطبيعي ان يكون لهؤلاء أبناء واحفاد وعندما ترى ان عدد
اللصوص ازداد اكثر من أربعين الف حرامي امر لا يدعو للغرابة ومن هنا نفهم ان ما
يجري اليوم ليس هو من ضرب الخيال او الفانتازيا انما له جذور واصول وقد يكون الامر
لبعض الاغبياء هو قضية حكم وحق مسلوب منذ زمن والغريب ان الاغبياء ذاتهم يدافعون
عن اللصوص والحمقى ويبررون لهم ويصل الامر الى اعتبارها مسالة كرامة ومبدأ فترى
الكثير يتحدثون عن الفساد والفاسدين وعند الانتخابات هم ذاتهم يكونوا اداة لعودة
اللصوص ذاتهم مع تغير الاسماء من وقت الى اخر والاخرون يلزمون الصمت تحت عنوان (انا
ما لي دخل بما يجري) كنوع من الهروب من المسؤولية والتنصل من اي نتائج كارثية وهم
بهذا يقدم العون للفساد للانتشار وهو ياخذ لقب شيطان اخرس كما قال رسول الله (ص)
وهناك فئة ثالثة الذين دور المتفرج الانتهازي في الحصول على المكتسبات تحت عناوين
قومية وهؤلاء هم المعول الذي يضرب به جدار الوطن ليسقط ويعتاشون على جراح الوطن
وهؤلاء هم من الفئات الهجينة في الوطن الذين لا يربطهم به اي شيء يذكر من انتماء
او غيرها من تلك المعتقدات الوطنية ومن هنا يجب ان نفهم ان ما جرى ويجري اليوم
وغدا هي نتائج ليست من الزمن القريب كما يظن البعض ولكن هي قضايا تراكمية ومدارس
التفرد في فكر النظام السابق سيء السمعة اما هنا النظرة السوداوية للراي العام في
فيطي تعمل بالمثل الذي يقول (الأعور خير من الاعمى) وهذا كفر بالمعتقدات الإنسانية
فمن حقنا ان يكون لنا حقوق فالكهرباء والماء والضمان الصحي بالمجان ليس من جيب احد
ولكن هي حقوق المواطنة ولكن الراي العام اليوم يعاني من انحدار في المفاهيم
الفكرية تحتاج لحركة تصحيحه لتعرفي المواطن البسيط في ما هو لك وما هو عليك وهذه
ثورة لا تقل عن الأهمية في ثورة الانقلابات السياسية والعسكرية والبداية تكون كلمة
وها انا اليوم اكتبها ................ ولهذا كتبت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق