الأحد، 28 أبريل 2019

مقال


قصة الابداع
تحت عنوان
المفاهيم المغلوطة
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين

من السطر الأول المقال ليس أداة تسقيط لاحد ، ولكن هي عملية تصحيح مسار مهم من الجانب الثقافي للبلد ففي البلدان العربية الكثير من الشعراء والادباء والفنانين وليس الجميع يدخل دائرة الابداع لان مفهوم الابداع ان تملك مشروع فكري خاص بك يحمل بصمة ولها ميزات تنفرد عن غيرها من التجارب فالكتاب وكتابته ليس ابداع ولكن هو نتاج فكري محدود واذا كان امتلاك كتاب هو ابداع فالقذافي وكتابه ما كان يفكر هو أيضا ابداع ورغم ان الكتاب كان صفحات بيضاء لم يكتب به حرف واحد ومن هنا يجب ان يكون هناك تعريف للمعنى المراد من كلمة الابداع وهي تحديد ملامح المبدع والذي استفزني في كتابة هذا المقال هو انني رأيت ان هناك ما يسمى بمنظمة الابداع الدولية فرع العراق وعندما قمت بتصفح الموقع لم اجد في جوانبها بمن منح العضوية يستحقون لقب مبدع وهذه جريمة اذا صح التعبير فمن كان قد حصل على لقب ماجستير او حتى الدكتوراه وقد حول ما كتب الى كتاب ليس ابداع انما هو تحصيل علمي لان ما كتب كان مفروض لنيل لقب علمي او اداري او حتى ان تكون شاعر خريج كلية من قسم اللغة العربية هو امر طبيعي وليس فيه ما هو خارج عن المألوف او تكون مسرحي خريج كلية الفنون الجميلة هو امر ليس خارج عن المتعارف عليه فالفنون مواهب والعلوم مكاسب ومن قال هذا ليس انسان مغفل فكان يقصد ما أشار اليه فكل المبدعين في كافة المجالات في بداية القرن الماضي وحتى الذين سبقهم لم يكونوا اكاديميين في اختصاصات الابداع ومنهم واشهرهم العقاد وقصته مع الادب العربي ونجيب الريحاني لم يكن خريج اكاديمية للفنون ولكن ما بداية القرن الحالي اخذ الابداع يأخذ مفهوم مغلوط واصبح التحصيل الدراسي ابداع وهذا ما ساهم في اسقاط الفنون من عرش الابداع ففي السنوات الأخيرة أصبحت كلية الفنون تقبل اقل الدرجات في قائمة الناجحين من الامتحانات الشاملة بعيد عن معيار الموهبة وهذا كان له نتائج كارثية على مفهوم الفن وقد قدمت هذه الحركة أناس دخيله على الفن وتقليعات لا تمت للفن بصله وكذلك الشعر وفن الكتابة اصبح القاصي والداني يحمل لقب كاتب واذا سالته ما دليلك على هذا اللقب قال انا خريج الكلية التي ينتمي لها الفن وهذا ما ساهم في تردي أحوال الفن واثر على المسيرة الفنية ولهذه المشكلة حلول قد يراها البعض خيالية ولكنها الأكثر واقعية وهي تبني المواهب بشكل جدي وتسهيل القضايا المتعلقة بالفن والادب والكف عن تبويب الفنون والادب تحت عنوان مكاسب علمية وهذا لا يمنع سقل المواهب في المجال الاكاديمي وليس حصرها في هذا المضمار وما يحصل اليوم هو تقنين وتقيد العمل الإبداعي وانسابه الى غير اهله وسوف يكون هناك اذا ما ستمر هذا الامر بهذا الشكل سوف يأخذ الفن منحه اخر يسيء لكلمة الفن والادب ولهذا يجب ان يكون هناك ما يسمى بتصحيح المسار الفني ولهذا كتبت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...