الثقافة والطريق
الصعب
تحت عنوان
هو اختيارنا
بقلم البارون الأخير
/ محمود صلاح الدين
هناك مثل عربي جميل جداً يقول (( لو نريد من هذا المال كنا حملنا الجمال )) وهذا هو بيت القصيد وفي عالم اليوم لا سوق للثقافة فانت عندما
يكون لك القرار في الانتماء لطبقة المثقفين يجب ادراك ان قرارك هو بمثابة انتحار
من وجهة نظر المقابل فاليوم المطربين والممثلين وأصحاب البرامج الفكاهية تتهافت
الوسائل الإعلامية عليهم في المناسبات وغير المناسبات وحتى أولائك التافهون في
المضمون والمعنى له بريق في الساحة الإعلامية اما الشعراء والروائيون والرسمون وكل
من له علاقة بالفن والادب ليس لهم مكان في الاعلام الا من كان له معارف او أقرباء
يعمل هناك وحتى صناعة الكتب الورقية قد اندثرت من خلال النشر الالكتروني والغريب
هذه الأيام خروج علينا في بعض الجمعيات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية تشجيع
للقراءة بالمفهوم المغلوط وقلتها مرارأ ( ان الثقافة ليست القراءة ولكن ان يكون لك
رأي بما تقرأ ) وان حملات القراءة التي تكون عشوائية لان تصنع طبقة من المثقفين انما
سوف تصنع طبقة متذبذبة الفكر وهذا ما نرى اليوم والغريب انكماش الطبقة المثقفة على
نفسها من ما خلق العزلة بين الثقافة والمجتمع وهذا نتج عنه فقدان الوعي الثقافي
لدى المواطن وهناك صور من الثقافة سوف نتناولها اليوم ومنها الاديب المغرور هو ذلك
الرجل او الفتاة الذين يقومون في طباعة كتاب ظن منه انه قد وصل لم يريد متناسي ان
الثقافة بحد ذاته فكر يجب إيجاد له ادله وقاعدة تضع فيها ما وصلت له اما هم في
عالم ثاني لا يمت للثقافة بشيء وهؤلاء هم من أصحاب العمر القصير في عالم الثقافة
والنوع الثاني ثقافة من اجل الشهرة وان يكون معروف بين الناس على انه مثقف وهم
اسوء الأنواع على الساحة الثقافية لسبب بسيط ان هذه النوع من الثقافة مصطنعة ولا
اصل لها والنوع الثالث الثقافة الاكاديمية هي ان الشخص عندما ينال شهادة في احد
الاختصاصات يقال عنه مثقف وهذا خطأ كبير يقع به المجتمع فهناك فرق بين المتعلم
والمثقف وهو كبير الى حد واسع وقد ظهرت في الآونة الأخيرة حركة أدبية هجينة وهي
التعري من خلال الكلمات ويقال عنها جرئه وهي بالأصل وقاحة وتعتمد بشكل كبير على
تحريك الغرائز من خلال النصوص مع صورة لا تصلح للذوق العام وهذا قد ظهر في الفترة
الحالية وهناك مجموعة أخرى تثير الضحك والسخري على حدً سوأ وهم مستقطبو النساء
بحجة الثقافة فتراه كما يقول المثل (حلو اللسان قليل الاحسان) وهؤلاء هم الطبقة
الأكثر انتشار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وهنا يكون السؤال من هم المثقفون
وسوف اجيب عن هذا بكلمات قليلة قد لا تفي بالغرض ولكن يجب الإجابة عن هذا
((الثقافة)) هي ثمرة قراءة وتجارب حياتية قد مرت بنا فالشعر إحساس وحياة والرواية
صور ومواقف قد يكون فيها شيء من الخيال ولكن لها ارض على الواقع واللوحة الفنية هي
تلك الفكرة التي تتحول لشي يدركه البصر والموسيقى هي ان تصنع للناس عالم من صناعتك
وكل الفنون وأنواع الادب هي عبارة عن حياة نعيشها كل يوم ليس لأجل احد معين ولكن
للذات التي يحملها المثقف والمتذوق وهنا يجب ان يكون للمجتمع القواعد التي يفرق
بين المثقف وغير المثقف فهناك من يظن ان ربطة العنق دلالة على الثقافة وهذا غير
صحية فالثقافة هي صناعة فكر من خلال ما يقرأ او يعيش فالثقافة ليست فالكتب فقط ومن
ظن هذا كان على غير الصواب وصناعة مثقف هي اصعب من صناعة تكنلوجية الفضاء وعليه
يجب الوصول لقناعة ان هي الطريق الأصعب في بناء مجتمعات متحضرة نرسم من خلالها
صورة المجتمع الذي ننتمي له ولهذا كتبت ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق