شخصية الملطلط
تحت عنوان
في جمهورية فيطي
بقلم البارون الأخير
/ محمود صلاح الدين
(( ملطلط )) مصطلح بغدادي بامتياز والمقصود به هو الرجل الذي ما عاد
يهمه شيء فقد باع كل شيء ولا يمتلك أي شيء له قيمة ومن هنا نفهم طبيعة رجال
السياسة في الجمهورية فترى الأحزاب ما عاد لهم مفكرون ومنظرون فالأحزاب هي عبارة
عن مجموعات ما بين انتهازي وقاتل ويتزعمهم ملطلط وهو الشخصية الأمثل لمسك زمام
السلطة في هذا المضمار وكل هذا لا ينتج فكر سياسي واضح انما تلك الشخصية هو يساهم
في أرساء قواعد الفوضى وما بعدها وتفقد الهوية الوطنية ويعم الفساد وعدم الاهلية
في مفاصل الدولة وهذا ليس له تأثير على المجتمع فحسب ولكن له أثار كارثية على
القاعدة الشخصية في الميدان العام ولان هذه الشخصية لا تملك عزيز فنظرية البيع والشراء
مشروعة ومن هنا تسقط نظرية الدولة وعندها تظهر بوادر التخلف الحضاري ومنها انهاء
دور السلطة والاحتكام الى العشيرة والطائفة او القومية وليس هذا فحسب وتظهر أيضا
ظاهرة اسقاط الدور العلمي في بناء المؤسسات التي تدير الدولة فعندما ترى الدولة
عاجزة عن إيجاد الحلول العقلانية لمشاكل الشارع الشعبي فهناك خلل في المنظومة
العقلية لرجال السياسة ولكن في جمهورية فيطي الامر مغاير الى حد كبير فالكل بدون
استثناء يملك عقليات جبارة ولكن هذه العقليات لانتهازي وقاتل وملطلط وكلها تعمل من
اجل الشيطان والنتيجة هنا تكون مال مسروق ومدن باتت وكر للأشباح وأخرى لا تملك اقل
الأشياء لديمومة الحياة ويعمل كل هؤلاء لرسم صورة وهمية لأساس هش من خلال الاعلام
وإقناع الناس انهم دولة لها نظام وأسس والغريب في جمهورية فيطي ان حدود تلك
الجمهورية هي حدود بناء مؤسساتها أي لا تحكم احد وترك الشارع تحت عبارة ( يمشي
بقدرة قادر ) وهذه هي الكارثة الحقيقية ومن الممارسات الملحوظة في زمام السلطة
الاستبداد في المنصب فترى الملطلط يحاول فعل كل شيء للبقاء أطول وقت ممكن ولا
يكتفي بهذا ولكن يعمل على استنساخ شخصيته في مفاصل تلك المؤسسات وجلب شخصيات لا
تعرف غير كلمة نعم دون التفكير بما مطلوب للنهوض بتلك المؤسسات العلمية كانت او
إدارية ولهذا نرى اليوم التردي في الواقع العلمي والاقتصادي والمعاشي للجمهورية
ومن المصائب أيضا لحكمة الملطلط رفع لغة السلاح في الدولة واشغال الشارع بحروب
وهمية خارج وداخل الدولة لأبعاد الرأي العام عن الممارسات الشاذة في إدارة الدولة
وجعل كل أحلام الفرد في الجمهورية البحث عن الخبز لا غير ففي هذه الجمهورية ليس
هناك ما يسمى الرفاهية او حتى العيش بصورة صحيحة فما بني على باطل باطل فرجال
العصابات لا يلق بهم حكم دولة او إرساء نظام معين او حتى صياغة مفهوم للمواطنة
فجمهورية فيطي ليست دولة بالمعنى الصحيح انما هو عبارة عن شوارع لمدن تملكها
عصابات ورعاع وظهور شخصية الملطلط امر طبيعي في وسط كل هذه الفوضى اما عن طريق
الخروج من كل هذا ليس عن طريق الخروج من كل هذا يكون عن طريق إيجاد قنوات توعوية
تبث روح الوطن والموطن الذي نحن اليوم بأمس الحاجة لها فما عاد حب الوطن في
جمهورية فيطي له مكان على ارض الجمهورية في زمن تزعم الملطلط زمام السلطة واحب ان
انهي ما بدأت بقول الله تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) صدق الله العظيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق