السينما المصرية ما
بين الماضي والحاضر
تحت عنوان
قراءة في فلم نعمة
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
تحمل السينما المصرية أسماء واعمال كان لها الأثر الكبير في بناء
التاريخ للسينما المصرية ، فبعدما كان فريد شوقي البطل الذي يدافع عن الحق امام
محمود المليجي وبعدها جاء عبد الحليم لصناعة أفلام الحب ليأتي احمد زكي في تخليد
قضايا الوطن وعادل امام العملاق في كل شيء في صنع البسمة ومن خلفه كوكبه من أعمدة الفن
الجميل الذين كل منهم يمثل مدرسة بذاتها وهذا لم يقتصر على الرجال فقط فهناك أيضا كوكبه
من الأسماء النسوية ك ماري منيب وكريمة مختار ومن جاء بعدهم من الأسماء التي كانت
ملتزمة بسياق الفن الأصيل الذي له هدف وتمضي الأيام حتى اليوم وانا اشاهد فلم
((نعمة)) من اخراج طوني نبيه وهو بصراحة فلم لا طعم ولا لون ولا رائحة ولا يرتقي حتى لمستوى الأفلام
التجارية وقد شدني للكتابة عنه فالفلم عبارة عن حكاية فتاة لها ما لها وعليها ما
عليها ولكن الملفت للنظر ان الفلم يطرح اسم الجمهورية العربية دولة عشوائيات
يتزعمها الفاسدون تجار الدعارة والمخدرات والمسؤولين فيها فاسدين وشواذ وهذا الطرح
بحد ذاتها مجحف بحق المجتمع المصري ففيهم العلماء والادباء ورجال الدين ولكن الفلم
تقصد اظهار هذه الصورة بشكل واضح من خلال صور الشخصيات المطروحة بشكل اقل ما يقول
عنه تسقيط لشخصية المسؤول وانا بهذا لا ادافع عن أصحاب السلطة في مصر ولكن الفلم
قدم الفساد بشكل شمولي بدون استثناء والاغرب في مجريات الفلم تبريز شخصية
(البلطجي) وظهاره في دور المدافع عن الحق في غياب السلطة عن الشارع وهذا ما نراه
في الأفلام الحديثة وبطلها محمد رمضان وليس هذا من صلب الموضوع ولكن الغريب ان من
قام بدور البطولة هي إبتسام
المكي وحسب اعتقادي انها لأول مرة واكاد اجزم ان أمها لا تعرف ان ابنتها ممثلة
وبحق هي لا تصلح لهذا ومعها مجموعة من الممثلين بين المعروف وغير المعروف والفلم
بصراحه يستسهل طريق الرذيلة والتبويب لها وطرحها بشكل سلس وترويج الأفكار الهدامة
فالقضية هنا ليس صراع بين الحق والباطل ولكن هو صراع الفوضى مع قوى الشر وانتصار أي
منهم كارثة حقيقة على المجتمع فطرح الفوضى بديل لسلطة البلد هو ليس امر له وقع سهل
على الشارع العام وتشريع قانون للفوضى ليس من مصلحة احد والفلم يطرح فكرة حل
المشاكل التي يعاني منها الفرد بطريقة فردية وتغيب السلطة عن الساحة وقد طرحة أيضا
المرأة بأسوأ صورة وانتهاك حقوقها وتقديمها على انها بضاعه تباع وتشترى ولكن لكل
هذا أسباب قد يجهلها المشاهد وسوف اختصرها في بعض السطور فالفن مواهب والعلوم
مكاسب واليوم نرى السينما مكاسب وليست مواهب فكل الأسماء التي لمعت في سماء الفن
لم يكن احد منهم قد تخرج من المعهد العالي للسينما كما هو اليوم وليس هذا دعوة
للجهل وعلى العكس لكنها دعوة لمعرفة مواضع الخلل في تردي الحال في السينما المصرية
وما نرى اليوم من اسفاف في تلك الطروحات المشينة للمجتمعات وتقديمة بصورة غير
صحيحة ويجب ان يكون هناك رقابة لتلك النصوص التي تباع لتجارة الدعارة في السينما
حتى يكون هناك حد لتلك المهازل التي هي على الشاشة ومراعاة للذوق العام ولهذا يجب
تحدي الصحيح من الخطأ في الاعمال الفنية في السينما المصرية والعربية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق