السبت، 24 نوفمبر 2018

مقال


حسن ومرقص
تحت عنوان
الخطاب الديني
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
من تفاهات بعض البشر ان يعيب في دين معين مثل الإسلام او المسيحية او حتى اليهودية وكل هذا في قاموسي غير صحيح فالأدين مصدرها واحد ولكن هناك مشكلة الخطاب الديني الذي يتبناه رجال الدين وحتى تلك الروايات التاريخية التي لها صله بالدين وهي قضية قديمة متجددة على مر العصور فليست المشكلة بنوعية الدين ولكن اصل المشكلة في العقلية التي تأخذ الدين كغطاء . ويصل الامر بأحدهم اخذ دور الله في الحكم على ما في الأرض ، ولا يزكي النفس الا الله فكل العقليات التي تتكلم بسم الدين تهمش الاخر بدون استثناء ، وهنا يولد الخلاف الحقيقي ، وهنا يأتي العمل الفني الرائع بتسليط الضوء على هذه القضية من خلال عمل سينمائي لكبار عمالقة السينما المصرية وهما ( عادل امام ، وعمر الشريف ) وهو من اخراج رامي امام وتأليف يوسف معاطي وهو يصنف من الاعمال النقد الاجتماعي يأخذ حالة الخطاب الديني المزدوج ودور السلطة في الاستفادة من الصراعات التي تنجم من تلك الممارسات وقد قدم العمل فكرة عدم اندماج الخطابات الدينية في المجتمع وهذا ما لا احد يعترف به من الطرفين ولقد كانت هناك صورة جميلة جدا وهي التناغم الاجتماعي بعيد عن صورة الأديان وان الانسان بطبعه التعايش وان من بصنع الخلاف هي تلك العقول الغير قادره على فهم جوهر الأديان وان الله لم ينزل الأديان لصراع على وجه الأرض انما لتنظيم الحياة عليها وحفظ حقوق البشر واذا عدنا بتاريخ هذا الخطاب وهو يبدأ ببداية الحياة على الأرض ف ادم عليه السلام لم يزرع بين الأبناء العداوة وهم من صلب رجل واحد لا غيره على وجه الأرض فكان القتل نتيجة لهذه الايدلوجية التي لم يتخلص منها البشر وهي لغة اليوم للناس وهنا تكمن الحاجه الى تغير هذا الخطاب فمن وصل اليوم للقمر لا يلق به ان يتبنا خطاب الكراهية وتهميش الاخر وصنع المسافات بين الناس ووضع الحدود والقيود وفي سياق العمل تبرز شخصية الشيخ حسن الذي هو بالأصل مرقص وتهافت الناس عليه على السمع دون التيقن من حقيقة الايمان فالناس هي من تصنع الهالة وتساهم في تضخيم الاحدث والشخوص على ما يردد عنها وحتى شخصية المسيحية التي كانت في سياق العمل تأخذ نفس المنحى من التهويل والتضخيم في إيجاد الأسباب للصراع المفتعل بين الأديان ولكن يبقى لكل الادين مصدر واحد هو الله الرحمان الرحيم كما يقال في الإسلام والله محبه أيضا عند المسيحية فمن اين تأتي تلك الكراهية وذلك الخطاب الذي أوصل العالم الى الهاوية ولا يقف الامر عند مسالة الأديان فقد تسلل الخطاب العدائي الى العائلة الوحدة من خلال الصراع على المصالح الشخصية وقد يذهب العالم الى ما يعرف بالتوحد وانتهاء ما يسمى بالتكافل الاجتماعي والإنساني ومن الصور الرائعة في هذا العمل هو في نهاية العمل عندما كان هناك صراع مسلم مسيحي واضرام النار في المسكن خرجت المرأة المسيحية شبه عارية قام الرجل المسلم بسترها في ما كان يرتدي وهكذا أيضا فعل الرجل المسيحي مع العائلة المسلمة فلم يترك العائلة وأصر على البقاء وانقاذهم من النار وهذا اذ دل يدل على ان اصل البشر إنسانية وما دونها مكتسب ويجب على المجتمع الان اظهار هذا الجانب الحسن من شخصية البشر على وجه الأرض ومن الغريب ان لخطاب الكراهية نتائج كارثية ومنها صناعة الأسلحة الفتاكة والحروب العالمي وقد يستغرب القراء من هذا نعم هو الخطاب الذي يكون السبب في كل الحروب وكل الكوارث العالمية وهنا يأتي العمل في توضيح نوعية الخطاب العدائي في ترسيخ العداوة بين أبناء الوطن الواحد وقد نجح المؤلف في عرض كل الصور للجماعات الراعية للخطاب من جميع الأطراف وقد كان هناك إخفاقات في سياق العمل منها تغيب الجانب الحكومي والسياسي بما يجري ولهؤلاء دور أساسي في ديمومة الصراع بين جميع الأطراف للاستفادة من ما يحدث لمكاسب تحت عنوان فرق تسد وهي سياسات الدول التي هي كانت الدافع الأكبر في تأجيج نوعية هذا الخطاب وقلب العالم الى حلبة صراع دموي يدفع ثمنه الأبرياء من الناس في العالم ولهذا كان الفلم هو مسمار من النار في نعش الخطاب العدائي السائد في عالم اليوم .  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...