الجمعة، 12 أكتوبر 2018

مقال


المفهوم الخاطئ عن القومية
تحت عنون
قومية المال
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
القومية ... هي ليست أنساب ولا أماكن كما يظن الكثير ، ولكن هي الموروثات الحضارية والعمرانية لتلك للشعوب ، وهذا أيضا تضم كل أنواع الفنون . وفي أواسط القرن الماضي ولغاية يومنا هذا هناك مفهوم غير صحيح لمبدئ القومية ، وهو المكان والانساب وتناسى كل المفكرين الشيء المهم في صلب الموضوع الا وهو الثقافة ، تلك العروس التي ضاعت بين أقلام واقل ما يقال عنها هي قاصرة العقول دون ذكر الأسماء ، وهي تعد نفسها الرائدة في هذا المضمار . ومن ما لا يتطرق له كل الذين كانوا دعاة للقومية ، ان الدين ثقافة ، وهي اصل القومية ، ومنها أيضا اللغة فاذا كتبت نص ابداعي بلغة ما يكون كاتب النص قد دخل حدود القومية التي يكتب نتاجه بها ، وهناك العديد من الاقلام التي تكتب بلغات عديدة وهنا يكون ما يسمى ( بتأثير القومي) على المجتمعات التي يكون لها ذلك النوع من الثقافة . والغريب في يومنا هذا لازال هناك أقلام وعقول لم ترتقي للمصطلح الصحيح للقومية ، ويذهب للقياس القومي بمنظور المكان ولأنساب ، وقد تخطى العالم تلك المفاهيم الى ما هو ارقى وهو الانتماء لقومية المال ، والمصلحة العامة . ومن أسباب تأخر شعوب المنطقة انها تبدأ بتلك الأشياء التي انتهت من العالم ، وهناك أفكار لم يطرق لها احد وهو ان القومية هي لغة وفن وعمارة ونتاج فكري واسع . اما عن الأماكن وتحديد القومية من خلال هذا فهذا ليس من الحقيقة بشيء ، لان نظرية السكان الاصليون لا وجود لها وقد قدمت الدليل على هذا الموضوع في مقال سابق . اما عن الانساب فلا احد بالكون يجزم انه ينتمي لناس قد مضى عليهم قرون ، لسبب بسيط لان الترحال في العصور القديمة كانت أيضا نوع من ثقافات الاقوام التي سبقتنا ، فاليوم ثلث الأرض يدعي انتماءه الى الأصول النبيلة او هم من ورثة الأنبياء والرسل او حتى العوائل النبيلة ، وهنا يكون السؤال / اين هم احفاد الجواري والعبيد ؟ . وهذا ما لا يستطيع احد من المؤرخين على تناول هذا السؤال او حتى طرحه الان القضية حساسة نوع ما ، ولكنها الحقيقة كما جاء في الكتب التاريخية من ذكر الذين كانوا ينتمون لهذه الشريحة . ولست هنا ادعوا الى الطبقية ، ولكن اخذ تلك الأطاريح على محمل القومية يزيد في تلك النعرات الطائفية ، والمذهبية ، والقومية أيضا . ومن هنا نفهم ان القومية هي انتماء وهذا يقع تحت عنوان ان كل من يردد لغة معينة ينتمي لتلك الثقافة حتى لو نكر هذا ، وهذا أيضا يشمل الدين هو أيضا من الموروثات قومية وشعبية ، وقد ينكر هذا البعض ولكن من يردد القران وهو بالغة العربية يكون منتمي الى القومية العربية ، والذي على خشبة المسرح ينتمي الى القومية الغربية ، لسبب بسيط أيضا وهو ان المسرح كفن لا ينتمي الى الثقافة العربية ، وهو أيضا من الموروثات العالم الغربي ، والذي يستعمل الحاسوب هو ينتمي الى القومية التي صنع فيها ذلك الجهاز ، والذي يلعب الكرة القدم ينتمي الى القومية البريطانية . وبعد ما ذكرت تسقط نظرية القومية وتستبدل بتلك التجمعات التي تحكمه المصالح العامة ، والتي تشمل الاقتصاد والمال ويجب على الانسان معرفة القومية الجديدة التي هي من ميزات العصر الحديث ، وترك تلك الآراء التي قد استهلكت في المجتمعات منذ زمن طويل ، فقومية المال هي اليوم الأقوى على سطح الأرض . فاليوم الانساب والاماكن لان تغنيك عن جوع ولان توفر لك الخدمات التي تساعد في أقامت حياة تحفظ لك كرامتك كانسان . والغريب والعجيب اليوم يأتي شخص يتفاخر بالانتماء الى من مضى منذ قرون ، وهو لا يملك أي دليل علمي على هذا ، ولكن يملك احاديث وهذه لا مصداقية لها مطلقاً في نظرية العلم فلا شعوب أصيلة اليوم ، انما هناك شعوب تمتلك قوة الاقتصاد التي تمكنها من حكم أولاك الذين يتبجحون بالأنساب والانتساب للاماكن ، وهو عبد ذليل لقومية المال التي تحكم العالم والانتماء لتلك القومية يكسبك الحصانة للعيش الرغيد ويجب ترك المفهوم القديم للقومية وهذا سوف يساهم في بناء الدول . ولو أدرك العرب وغيرهم هذا لتخلصوا من كل تلك العراقيل التي تمنع عملية النهوض ، وعندما ازدهر الإسلام في فترى معينة فقط لأنه تجاوز المفهوم القومي ، وقد كان الكثير من العلماء الذين هم منتمين للقومية العربية هم من غير العرب . وكان هذا بسبب ان في ذلك الوقت كان هناك ما يعرف بقومية العلم وقد يكون هذا هو سر نجاح تلك الفترة ، واليوم يجب الانتماء لقومية المال لنكون قادرين على مجاراة العالم للوصول لم هو أفضل من ما نحن عليه الان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...