المفهوم الخاطئ عن القومية
تحت عنون
قومية المال
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
القومية ... هي ليست أنساب ولا أماكن كما يظن
الكثير ، ولكن هي الموروثات الحضارية والعمرانية لتلك للشعوب ، وهذا أيضا تضم كل أنواع
الفنون . وفي أواسط القرن الماضي ولغاية يومنا هذا هناك مفهوم غير صحيح لمبدئ
القومية ، وهو المكان والانساب وتناسى كل المفكرين الشيء المهم في صلب الموضوع الا
وهو الثقافة ، تلك العروس التي ضاعت بين أقلام واقل ما يقال عنها هي قاصرة العقول
دون ذكر الأسماء ، وهي تعد نفسها الرائدة في هذا المضمار . ومن ما لا يتطرق له كل
الذين كانوا دعاة للقومية ، ان الدين ثقافة ، وهي اصل القومية ، ومنها أيضا اللغة
فاذا كتبت نص ابداعي بلغة ما يكون كاتب النص قد دخل حدود القومية التي يكتب نتاجه
بها ، وهناك العديد من الاقلام التي تكتب بلغات عديدة وهنا يكون ما يسمى ( بتأثير
القومي) على المجتمعات التي يكون لها ذلك النوع من الثقافة . والغريب في يومنا هذا
لازال هناك أقلام وعقول لم ترتقي للمصطلح الصحيح للقومية ، ويذهب للقياس القومي
بمنظور المكان ولأنساب ، وقد تخطى العالم تلك المفاهيم الى ما هو ارقى وهو
الانتماء لقومية المال ، والمصلحة العامة . ومن أسباب تأخر شعوب المنطقة انها تبدأ
بتلك الأشياء التي انتهت من العالم ، وهناك أفكار لم يطرق لها احد وهو ان القومية
هي لغة وفن وعمارة ونتاج فكري واسع . اما عن الأماكن وتحديد القومية من خلال هذا
فهذا ليس من الحقيقة بشيء ، لان نظرية السكان الاصليون لا وجود لها وقد قدمت
الدليل على هذا الموضوع في مقال سابق . اما عن الانساب فلا احد بالكون يجزم انه
ينتمي لناس قد مضى عليهم قرون ، لسبب بسيط لان الترحال في العصور القديمة كانت أيضا
نوع من ثقافات الاقوام التي سبقتنا ، فاليوم ثلث الأرض يدعي انتماءه الى الأصول النبيلة
او هم من ورثة الأنبياء والرسل او حتى العوائل النبيلة ، وهنا يكون السؤال / اين
هم احفاد الجواري والعبيد ؟ . وهذا ما لا يستطيع احد من المؤرخين على تناول هذا
السؤال او حتى طرحه الان القضية حساسة نوع ما ، ولكنها الحقيقة كما جاء في الكتب
التاريخية من ذكر الذين كانوا ينتمون لهذه الشريحة . ولست هنا ادعوا الى الطبقية ،
ولكن اخذ تلك الأطاريح على محمل القومية يزيد في تلك النعرات الطائفية ، والمذهبية
، والقومية أيضا . ومن هنا نفهم ان القومية هي انتماء وهذا يقع تحت عنوان ان كل من
يردد لغة معينة ينتمي لتلك الثقافة حتى لو نكر هذا ، وهذا أيضا يشمل الدين هو أيضا
من الموروثات قومية وشعبية ، وقد ينكر هذا البعض ولكن من يردد القران وهو بالغة
العربية يكون منتمي الى القومية العربية ، والذي على خشبة المسرح ينتمي الى
القومية الغربية ، لسبب بسيط أيضا وهو ان المسرح كفن لا ينتمي الى الثقافة العربية
، وهو أيضا من الموروثات العالم الغربي ، والذي يستعمل الحاسوب هو ينتمي الى
القومية التي صنع فيها ذلك الجهاز ، والذي يلعب الكرة القدم ينتمي الى القومية
البريطانية . وبعد ما ذكرت تسقط نظرية القومية وتستبدل بتلك التجمعات التي تحكمه
المصالح العامة ، والتي تشمل الاقتصاد والمال ويجب على الانسان معرفة القومية
الجديدة التي هي من ميزات العصر الحديث ، وترك تلك الآراء التي قد استهلكت في
المجتمعات منذ زمن طويل ، فقومية المال هي اليوم الأقوى على سطح الأرض . فاليوم
الانساب والاماكن لان تغنيك عن جوع ولان توفر لك الخدمات التي تساعد في أقامت حياة
تحفظ لك كرامتك كانسان . والغريب والعجيب اليوم يأتي شخص يتفاخر بالانتماء الى من
مضى منذ قرون ، وهو لا يملك أي دليل علمي على هذا ، ولكن يملك احاديث وهذه لا مصداقية
لها مطلقاً في نظرية العلم فلا شعوب أصيلة اليوم ، انما هناك شعوب تمتلك قوة
الاقتصاد التي تمكنها من حكم أولاك الذين يتبجحون بالأنساب والانتساب للاماكن ،
وهو عبد ذليل لقومية المال التي تحكم العالم والانتماء لتلك القومية يكسبك الحصانة
للعيش الرغيد ويجب ترك المفهوم القديم للقومية وهذا سوف يساهم في بناء الدول . ولو
أدرك العرب وغيرهم هذا لتخلصوا من كل تلك العراقيل التي تمنع عملية النهوض ،
وعندما ازدهر الإسلام في فترى معينة فقط لأنه تجاوز المفهوم القومي ، وقد كان
الكثير من العلماء الذين هم منتمين للقومية العربية هم من غير العرب . وكان هذا
بسبب ان في ذلك الوقت كان هناك ما يعرف بقومية العلم وقد يكون هذا هو سر نجاح تلك
الفترة ، واليوم يجب الانتماء لقومية المال لنكون قادرين على مجاراة العالم للوصول
لم هو أفضل من ما نحن عليه الان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق