فرانثيسكو دي غويا والواقعية السوداء
تحت عنوان
قراءة في شخصية
بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين
هو الأبرز من كل الذين مارسوا فن الرسم وهو
مثال حسن لتجسيد الواقع من خلال ما قدمه ، وهو (فرانثيسكو دي غويا
إي لوثيينتيس) ، و لد فرانثيسكو غويا في قرية فوينديتودوس بإسبانيا في 30 مارس
1746. وقد قدم هذا الرجل لوحات يقال انها خيالية وهذا غير صحيح مطلقاً ، ولكن هو
اظهر بشاعة الذات البشرية في حقبة الحرب . وقد كتب عنه الكثير وقد ذهب البعض انه
كان يعاني من الكئابه والعزلة وهذا منافي للواقع ، فالحرب هي الحرب ، قتل ، وحرق ، وسفك
للدماء . وهذا ما كان يرسمه (غويا) على اللوحات ، ومن هنا نفهم ان الفن مرآة وان
لم يكن هذا يكون الفن أداة عقيمة لا قيمة لها ، فالأحداث ليس بها إعادة ، ولان
تتكرر ، الا من خلال الاعمال الفنية بشته انواعه . وهذه هي من ميزات المبدع
الحقيقي ان توثق ما هو عليه ، لا ان تتغنى بما كان ، او حتى تلعنه ، او تحزن عليه
. والجميل في شخصية هذا الرجل عندما وجد انه داخل هاله من السوداوية ، وظفها على
اللوحات بطريقة خاصة على تلك الاعمال الفريدة من نوعها . وكانت البدايات في القصر
الملكي في القماش ، وهذا أعطاه ميزة في القرب من العائلة الحاكمة في فترة الحرب
الاهلية ، وكانت هناك فترة عزله في داره التي تضمنت اهم الاعمال على الجدران ، وقد
كان لهذه اللوحات ميزة خاصة في رسم الوجوه القبيحة إشارة على القبح التي تحمله
الذات البشرية يصورها من مجريات الحرب الاهلية في ذلك الوقت . وقد كانت هناك
دراسات ترجع تلك اللوحات الى الحالة النفسية التي كان يعاني منها بعد ان أصيب في
مرض الصمم ، الذي كان هو سبب رئيسي في العزلة ومن اهم الاعمال التي كانت قبل فترة
العزلة هي لوحة ماجا العارية التي رسمها بناء على طلب رئيس الوزراء الاسباني
والغريب انه رسم نفس اللوحة ولكن وهي مرتدية ملابسها والملفت للمشاهد
اللوحة ان الصورة الثانية كما يطلب اكثر عري من الصورة العارية من خلال التقنية التي
اعتمد عليه في رسم وهذا يدل على مدى حرفية هذا الرجل في العمل الفني اما عن سبب رسم الصورة مرة ثانية هي ان رئيس
الوزراء احس من الصعب ان يضع في صالون منزله صورة لامرأة عارية فأمره برسها وحتى
تلك اللوحات التي تثير الجدل في رسم الصورة البشعة للشخوص التي دخلت الحرب وهذه هي
القضية التي يبتعد عنها الفنان لأسباب عديدة أهمها تجميل صورة المجتمع وخفاء تلك
العيوب التي يعاني منها وقد تمكن غويا من إيجاد لغة للتعبير عن حالة الرفض التي
كانت تكمن في تفاصيل الحياة التي هو جزء منها فترجم تلك الحالة الى واقع وقد رسمها
بالأوان او حتى التخطيطات البدائية التي رسمها كانت ذات طابع خاص تجسد تلك الهواجس
التي تمر في ذاته وهي يضعها على الاعمال حتى ذهب البعض لأطلاق اسم على تلك الاعمال
وهو اسم ( اشباح غويا ) ولم تكن اشباح ولكن هي الصور الحقيقية للذات البشرية التي
كان لها اليد في مجريات الاحداث في الحرب والغريب ان الرجل لم يكن من الطبقة
الفقيرة لتكون له تلك السوداوية في الفكر الذي رسم به تلك اللوحات ولكن هالة المرض
الذي الم به فجر لديه طاقة إبداعية كان لها الأثر الى يومنا هذا وفي عام 1828 تتدهور صحة غويا، وفي الثانِ من أبريل يصبح جانبه
الأيمن مشلولاً تماما نتيجة إصابته بسكتة دماغية. بقي غويا في حالة ثُبات لمدة أسبوعين،
لا يستجيب ويقترب ببطء من حافة الموت وقد مات غويا أخيراً في الساعة الثانية صباح السادس
عشر من شهر أبريل من العام ذاته وبقيت تلك الاعمال شاهدة على روعة ذلك الرجل في
تجسيد صورة الواقع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق