السبت، 8 سبتمبر 2018

مقال


الهجرة الى القارة العجوز
تحت عنوان
الى المجهول
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
لان ادعي المثالية ولان أقول لم تحدثني نفسي بذلك الحلم في فترة المراهقة ولكن هل منا سال لم يشترك كل الشباب العربي بهذا الحلم والغريب ان تلك الفكرة تمتد من المحيط الى الخليج دون استثناء وقد يكون الامر في المغرب العربي أوسع من المشرق ولهذا أسباب اجتماعية وسياسية ومعاشية أيضا والخلل يبدأ بالعائلة المتمثلة بالأب وترسيخ مفهوم الدكتاتورية في العائلة من خلال بعض الممارسات التي يصحبها شيء من العنف والتعنيف على أسباب تافه من وجهة نظري فهو يعترض على شيء كان هو من يمارسه في نفس العمر ولكن يريد ان يكون الطفل مثالي وهذا غير صحيح فلا وجود للمثالية في عالمنا فكلنا نخطأ وكلنا فعل ما فعل ولكن الفرق بيننا اقصد الاب هو يرى العالم بعينه هو بالسن الذي هو عليه ولكن القضية ان الطفل هو يعيش السن الذي هو عليه وهنا يخرج وفي مخيلته القمع الاسري وبعد سنوات يدخل ذلك الطفل الى دكتاتورية المدرسة المتمثلة بذلك المعلم الذي يحمل العصى في ساحة وكانه كما يقال بالعامية ( شقي ، بلطجي ) لنشر الرعب بين أطفال لا حول لهم ولا قوة ليدخل بعدها صفوف الاعتقال لا الصفوف الدراسية حيث يفرض عليك ان تكون بمستوى عالي من الذكاء وهذا هو الخطأ في المناهج الدراسية في كل الدول العربية فالمنهج الدراسي هو منهج عسكري دكتاتوري لا رحمة فيه وتستمر المعاناة لذلك الطفل وكل ذنبه انه ولد على الأراضي العربية حتى وصل الامر في العقوبات التي كانت تمارس هو الضرب بالعصى على وجه الكف لا باطنها من ما كان يسبب الم شديد في يوم شتوي بارد وانا بهذا لست مع الانحلال في المدارس ولكن كل تلك الممارسات ما الذي سوف يكون نتائجها سوى شخص ناقم على المجتمع لا يمتلك أي انتماء له والغريب الذي كنت المسه في تلك الأيام هو ان الكل يعمل بمنهج واحد هو ( ان يضع البيض كله في سله واحدة ) وكان المنهج ان تحفظ لا ان تفهم وهذا من ساهم في اسقاط فرضية البحث العلمي في البلدان العربية وتمر السنوات حتى يصل الشاب الى المرحلة الجامعية وهنا الكارثة وهي انه يواجه أفكار ومفاهيم حياتية لا يعلم عنه شيء ولم يتم تثقيفه في الصغر لهذا فالسؤال في الدين حرام والسؤال في الجنس عيب والسؤال في السياسة جريمة ليجد نفسه امام الحياة التي لا يعلم عنها شيء يذكر والمفروض انه عندما يصل الى المرحلة الجامعية يكون يمتلك وعي يعطيه حصانه لم سوف يواجه فترى نصف الشباب الجامعي هي شخصيات مهزوزة لا تملك القدرة على الابتكار والابداع لأنه لا يملك الأساس لهذا وهذا دور المدارس الابتدائية والثانوية ولكن لم يكون هذا لينهي هذه المرحلة بهذه الصورة وهو مدرك حقيقة الكارثة التي وقع فيها ليتخرج ويبدأ دور الدولة في اذلال النفس البشرية من خلال التجنيد الالزامي وغير الالزامي وهناك مقولة تقول ان الجيش مصنع الرجال وهذا غير صحيح على نطاق مفهوم الجيوش العربية على العكس هي من يزيد الطين بله في ترسيخ حالة الخضوع والاستسلام لم يملى عليه من أوامر عسكرية وبعد هذه الفترة العصيبة يرمى به الى قارعة الطريق دون أي ضمان له بحياة كريمة وهنا تولد فكرة الهجرة الى المجهول وتلك الشخصية التي نتحدث عنه ، هل هي على قدر من المسؤولية على صنع حياة خارج الوطن ؟ وهو من فشل ان يصنعها داخل البلد فكل ما ذكرت يدفعه ان يركب قوارب الموت وهو يحمل فكرة ان الجن تكمن هناك وهذا غير صحيح وكل الذين عبروا الى الضفة الثانية يكون امام خيارات احلاها مرُ علقم وهو ما بين ان يرضى بوظيفة تهين من كرامته البشرية كغسيل الصحون او تنظيف المرحاض اجلكم الله والخيار الاخر ان يجد له امرأة تملك المال ليعيش عليه ويأخذ الجنسية ولقب مواطن من الدرجة الثانية وأقول الثانية عن قصد فلم اسمع بمهاجر وصل الى حد الان للقب الدرجة الأولى ومنهم من ينظم الى تلك العصابات التي تنشر الرعب في شوارع أوروبا وهو كبش فداء لا اكثر ومع كل هذا يتلاشى حلم الجنة تكمن هناك وتاتي الدول العربية تسال بكل وقاحة عن أسباب الهجرة وكانهم قدموا ما كان عليهم وهذا قمة العار والخزي ان يكون شبابنا حطب لنار تضيء بها القارة العجوز
وليس غريب ان ينتمي هؤلاء الشباب الى تلك المنظمات المنحرفة منها الدينية وغير الدينية وإقامة لهم المحاكم لمحاسبتهم على جريمة من ارتكبها الحكومات العربية فذلك الشاب لو رأى الجنة هنا لم كان طائر يلقي نفسه الى نار المجهول والاغرب من كل ما ذكرت ان في بلدان المغرب العربي يطلع على من يهاجر بهذه الطريقة ( يحرق ) والمقصود به ان ذلك الشاب الذي يركب قوارب الموت سوف يحرقها لكي لا يعود وهنا نصل الى المستوى المتخلف الذي تقدمه الحكومات العربية والعالم الثالث المتخلف لكي يفكر الشاب بمبدئ الأعودة  وذلك بسبب كل ما ذكرت .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...