الاثنين، 10 سبتمبر 2018

مقال


المطيرجي ودولة رئيس الوزراء
تحت عنوان
في جمهورية فيطي  
بقلم البارون الأخير/ محمود صلاح الدين  
مسكين ذلك الشعب الذي ينتظر شخصية المطيرجي ، هو لقب يطلق على مربي الطيور في الاحياء السكنية ، وهو الذي سيمسك زمام السلطة . والغريب ان هناك قانون في الدستور يحدد ان من يمسك هذا المنصب هو ان يحمل صفات مربي الطيور، ومن اهم صفاته انه لا يمتلك الصدق حتى ولو حلف يمين الله ، والصفة الثانية هو ان يكون سارق وهذه من اهم الصفات التي يتحلى بها ذلك الرجل . فيكثر الجدل هذه الأيام بين هذا وذاك والاغراب من هذا ان الجميع يردد انه عازم على بناء دولة مدنية متحضرة تنهض بهذا الشعب والاخذ بيده الى ساحل الأمان . ولكن ما هو على الأرض لا ينتمي لهذا انما هي قضية مد وجزر لبحر قد رسم له الحدود . فالمطيرجي قادم لا محال والدستور يكفل هذا فمن كتب الدستور لم يكن مغيب او يحمل الغباء كما يردد البعض ، ولكن هو قد رسم من خلال القوانين الواردة كلها تساهم في إيجاد هذه الشخصية التي هي الأقرب لشخصية المهرج المسلوب الإرادة وقد تحول الى مادة للسخرية بمرور الوقت ، وهذا لم يأتي أيضا عن محض الصدفة انما هي تقع تحد رسم اجندة لهذا البلد للبقاء على حالة الفوضى التي تسهل عمليات السرقة المنظمة وهي لم ترتقي بالأصل حتى لهذا المصطلح . وما يحدث الان ينضوي تحت عنوان المسرح العبثي وهي احدى المدارس المسرحية فترى منهم من يتحدث عن الإصلاح واخر يتحدث عن البناء واشخاص اخرون يطالبون بحقوق قومية ومذهبية وكلها شخصيات في اكبر عمل مسرحي على ارض الواقع هو ( جمهورية فيطي ) . وهنا يجب معرفة ان المطيرجي قادم لا محال وهي مسالة وقت وما يحدث الان هو نزاع على بعض المكتسبات المالية والمهنية . اما عن دور القادم لهذه الشخصية هي إعطاء الشرعية لعمليات السطو المسلح وغير المسلح والمشكلة الحقيقية في فيطي هي ليست ماء او كهرباء او خدمات تحتية ولكن ازمة صدق فكل الكل يتحدث بحديث هو اقرب لحديث الأنبياء ولكن الفعل مفقود . والامر اشبه الى محل لبيع أشياء ولوحات كتب عليها ( يوجد اصلاح ، يوجد اعمار ، يوجد ديمقراطية ، يوجد دولة ، يوجد قانون ) ولكن يوجد لوحة صغيرة في اخر المحل كتب عليها ( لا يوجد لدينا صدق ) . وهنا يتحول الامر كما ذكرت الى عبثية مقيته لا أصول لها موتوره وكل من يتحدث بهذا هم أحزاب دينية ومدنية وغيرها من الأحزاب وهنا يجب ذكر ان كل الأحزاب التي في فيطي هي أحزاب اقرب الى عصابات . فقد قرائنا منذ الصغر ان للأحزاب الكبيرة لها مفكرين واقلام ترسم نهج لتلك الأحزاب وسياساتها اما ما نراه اليوم هو انك تملك حفنه من الدولارات تجمع بها شلة من قطاعي الطرق ، وتشتري بها السلاح ، مع مبلغ من المال كتأمينات للدولة ، وتعلن عن قيام حزب اما عن الفكر والمنهج فلا أهمية لهذا من الناحية الأخلاقية وبعد كل ما ذكرت يأتي المطيرجي من تلك الأحزاب التي تم تشكيلها بهذه الطريقة . وقد انقسم جموع فيطي الى قسمان الأول الذي يعلم الحقيقة وقد انزل الله عليه مرض الصمم والثاني المغرر به والطامح الى التغير نحو الأفضل وهذا هو الحالم ، والحلم هو الشيء الوحيد التي لم تصل اليه ايدي اللصوص في الجمهورية ولو استطاعوا هذا ما تركوه . وبقى الحال في جمهورية فيطي قيد الانتظار وكأن لسان الحال يقول ( العيش في جمهورية فيطي طيطي )   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...