الجمعة، 21 سبتمبر 2018

مفال


ما بين الشاهد والشهيد
تحت عنوان
جمهورية فيطي
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
مصطلحان اختلطا في ساحة الوطن في جمهورية فيطي . فالأيتام ،  والارامل ، والعاطلين عن العمل ، والقاتلين ، والمقتولين ، والمهجرين ، والمغتصبات ، والذين سوف يموتون ، والذين ماتوا ، والمدن التي ذهبت مع الريح . وقائمة المصطلحات التي تطول في هذا المكان كلها ساهمت في إيجاد مصطلح ((فيطي)) ، وهي سياسة التي يغلب فيها العبوا أي لا قواعد ولا مبادئ في مراعات جموع الشعب ، وكأن الامر لا يعنيهم . يتصرفون على أساس انهم مواطنون في احدى الدول الاوربية ، فلا اعمار ولا خدمات ولا حتى الحديث في هذا . وكل ما يفعلون هم هو إيجاد السبل لجمع القدر الأكبر من المال على حساب الجميع . وكل هذا بسبب عدم امتلك الفكر الذي يعطي للشخصية ميزات فن القيادة ، فعدد الايتام قد فاق كل التوقعات ، وهم عنهم منشغلون ولا مراعاة لتلك الدماء التي اريقت في ساحة المعارك والغريب ان لا احد . يسال عن تلك العطايا المجيدة من اجل ذلك الوطن الذي منذ عرفناه يأخذ ولا يعطي فالمفاهيم في جمهورية تقول يجب عليك معرفة الواجبات فقط . اما عن الحقوق ليس لها وجود ، ولا احد يتحدث عنها ، وكان الامر تحويل المواطن الى عبد لا حول و لا قوة ، ويجب عليه ان يكون خادم عند ولائك الانتهازيين من يمسك بزمام السلطة . وضياع حق الشهيد باختلاف نوع الشهادة ، واصبح الشاهد اليوم هو الشهيد . وكلهم على جبل الخراب الذي كان بسبب تراكمات زمنية منذ تأسيس الجمهورية في أوائل القرن الماضي ، حيث تعاقب على السلطة الاغبياء ولا زالوا هم متواجدين على السلطة تجمعهم صفة الغباء ، وليس لهم علاقة بفن الابداع الإداري ما بين عسكري لا يعرف من الحياة سوى امر  وتنفيذها ، واخر بدوي متخلف اكتسب صفات الحيوان في العنجهية القبلية ، والزعامة الغبية وتصدير الموقف العدائي من الجميع . وبعدها شلة اللصوص بقيادة شرطي العالم ، وهو بالأصل حرامي العالم ومجمع اللصوص والتاريخ يشهد على المذابح التي ارتكبوها بحق الشعوب . وكثيرة هي الصور التي تأكد ما أقول وليس هذا اصل الموضوع ولكن تحويل شعب بأكمله الى اكباش تذبح كقرابين لنصرة الشيطان ، وهذا مستمر بتقديم الجانب المظلم من صورة الوطن الذي قتل في الشاهد والشهيد بدم بارد .وليس هناك أي بقعة ضوء في نهاية النفق وهذا لسبب بسيط جدا لان الطريق التي تم اعتماده في دولة فيطي هو الطريق الخاطئ ، والتراجع عن هذا الطريق هو شبه مستحيل لان من قام بمسك زمام السلطة هم الفاسدون القتلة الذين لا يعرف حرمه لاحد ، ولا لمقدس ، وهؤلاء لان يسمحوا لأي خط إصلاحي بالعودة بالوطن للمسار الصحيح لان هذا لا يصب في مصالحهم الشخصية والاطماع التي يريد كل منهم الحصول عليه حتى ولو كان على حساب الشهيد والشاهد . ونحن نمر اليوم بذكرى خالدة فيها انتصر الخاسر على الظلم وبهذه الحادثة دروس وعبر لا يأخذ منهم اليوم سوى القشور ولكن هل منهم احد سال كيف يكون الخاسر منتصر ؟ نعم يكون عندما تؤمن بوجود عدالة السماء يكون فيها ثقة من انك على حق . والغريب في الامر ما اشبه الامس باليوم بكل التفاصيل الدقيقة ، وما عن المراسيم لا أقول انها تخلف او لا اعترف بها ولكن بدل هذا ابحث عن الأسباب التي كان للظلم اليد الأقوى على وجه الأرض ، والذهب اليها ، والعمل على تصحيح كل تلك الممارسات التي تصنع من صغار العقول طواغيت في السلطة . ومنهم يصل الامر انه مريض عقلي ويردون من هؤلاء قيادة بلد الى بناء وطن حضاري ومجتمع يسمى بقيم إنسانية عالية وقد يكون هذا وفي كل ما ذكرت هو مستحيل بكل ما تحمل المعنى الكلمة لا الآناء ينضح بما فيه ولا يوجد اليوم في ذلك الآناء سوى الفساد فلا تتطلب من هؤلاء صناعة دولة فالفساد لا يصنع الدول انما يصنع الخراب الذي نحن فيه الان فهنا ضاعت كل المصطلحات فأمسى الجميع شاهد وشهيد .
لك الله يا وطن 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...