السبت، 1 سبتمبر 2018

مقال


أوربا
مائة عام من القذارة
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين  
        أوربا من لا يعرفها . والواقع الذي كان يفرض من رجال الدين ذلك الوقت ، فليست هي أوربا اليوم من النظافة فكان القساوسه ورجال الدين في الكنيسة يحرم الاستحمام . وبقت القارة العجوز تفوح منها رائحة العفن وليس فقط على مستوى الحياة ولكن بلغ الامر فيها ان جثث الموتى كان لا احد يهتم بها الا تلك العربات المرعبة التي تقوم بجمع الجثث لتسير بها الى المقبرة ، وهناك بعض الجثث تتحلل ولا يحملها احد كما كنا نقرأ في الروايات الاوربية والاعمال السينمائية ، وقد يظن البعض ان تلك المشاهد من نسيج خيال المؤلف ولكنها عين الحقيقة التي يجهله الكثير من الناس . وكنت هناك تقوص غريبة عن الواقع الذي هم عليه الان فقد كانت هناك مرويات ان الاستحمام يسبب للأطفال هشاشة الجسد ، وهذه احد الروايات التي كان يروجها رجال الدين في ذلك الوقت ، وقد بلغ الامر بهم ان الرجل لا يستحم الا لمرة وحدة طوال الحياة ، وقد يكون هذا الامر الوحيد هو اقتراب الزواج لحدهم او يكون قد الم به مرض معين ، وحتى عندما يتم هذا فلا يكون للصابون او مساحيق الغسيل علاقة بالأمر . وان أوربا كانت تعاني من هذا ، وقد يكون بسبب سلطة رجال الدين وفرض تلك الروايات التي تحمل الكثير من الخرافات ، وان أوربا عاشت فترة تسمى العصور المظلمة لتسلط رجال الدين على مجريات الحياة للفرد او المجتمع . وكل ما ترى اليوم كان بسبب فصل الدين عن الدولة وتشريع القوانين التي تخدم الفرد ، وان قضية الاستحمام هي صورة واحدة من العديد من الصور التي كانوا عليه في ذلك الوقت . ومن ساهم في هذا مبدأ اذا لم تكن معنا فأنت ضدنا فكل من كان يخالف الكنيسة هو مهرتق او ملحد او ساحر فتكون نتيجة واحدة لا غير اما القتل والتحريق ، وهو على قيد الحياة التي تنتقدها اوربا في الاراضي العربية . فلا شوارع نظيفة ولا اناقة ولا مناظر عمرانية لفترة طويلة من التاريخ الاوربية . وهذا هو كان نتيجة بعدم تقبل الشك لتلك الممارسات التي كانت تفرض على المستوى الشخصي . والغريب بالأمر ايضا ان سبب تحريم الاستحمام هو تحريم الفرد النظر لجسده وهو عاري ، وهذا ما يدعوا للسخرية من تلك الافكار الرجعية التي لا تمت للرب بصلة وهي تخدم تلك الشلة التي كانت تتحدث بسم الرب وتنسى ان الله من خلق الجمال والجمال ليس له علاقة بالقذارة . انما هي اصول تعارف عليه البشر ان النظافة امر مهم في تقديم الانسان المتحضر الصانع للحضارة . وقد كانت لأوربا موجات من الامراض الفتاكة منها الطاعون الذي حصد ارواح الكثير من النفوس الاوربية ، ذلك الوقت ويذهب بعض المؤرخين في اوربا لنكران تلك الاسباب التي جعلت من القارة العجوز عبارة عن مكب للقذارة خوفا من التعرض للمعتقدات الدينية . وهذا امر لا يقبل الجدال فليس من الغريب ان بعض الذين يكتبون التاريخ يخفون الحقائق ، ومنها ما ذكرت ومنها سياسي وهناك مقولة تقول ان التاريخ يكتبه المنتصر . وهذا غير صحيح ، ولا يمت للواقع بصلة انما يكتب التاريخ رجال الظل والظلمة . ولو كان الامر كما يقال لم وصلنا اخبار الطغاة والجبارين في الأرض . وقد ساهمت الاقلام الاوربية في محو تلك القرون من القذارة لتحسين صورة الفرد الأوربي ، وهذا ما نجح فيه هم وقد ذهبوا لخزن تلك الاحداث في الروايات والاعمال السينمائية ليدخل بها عنصر الخرافة عندما يحتاج الامر للتكذيب . ولكن يبقى الامر هل كل ما ذكرت كان محض صدفة والطبيعة البشرية ، والجواب هنا يكون بالنفي القاطع ، انما هي ممارسات متخلفة كانت لرجال الدين ذلك الوقت وهنا يأتي في مبدأ فصل الدين عن الدولة والصراع الطويل الذي استمر لقرون بين رجال الحياة ورجال الدين وانتصار الحياة على التخلف . لان الرب هو الذي خلق الحياة وانتصر للحياة على اولالئك الذي يفترون على الرب الكذب . كما يحدث الان على الاراضي العربية وتلك الروايات التاريخية التي هي بمثابة زيت على النار ويجب على المجتمع قطع مدد الزيت لتلك النار لتنهض الحياة بالشكل الصحيح الذي يرده الله عز وجل . ولكن يجب ان يكون للمجتمع كلمة واحدة في حب الحياة والتغير المنشود لرسم ملامح الانسان المعاصر وترك نظرية ( انظروا للدول الاوربا كيف هي ) ولكن بدل ذلك الحديث أبعث عن سبب ذلك التغير للاحسن والعمل عليه بشكل جوهري لا التمسك في التقليد الاعمى الذي سوف يقودنا الى الهاوية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...