الاثنين، 30 يوليو 2018

مقال


أغبياء العصر
تحت عنوان
فلسفة البارون
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
ان كل ما سيكتب الان هو إعادة صياغة مصطلح الغباء من الناحية الفلسفية، وقد كان هناك العديد من المفاهيم لأصل المعنى للكلمة عند قدماء الفلاسفة ، ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن ما كان من فلاسفة العصور . والغباء اليوم ما عاد يحصر في فشل الانسان في التحصيل العلمي ، ولكن هناك جوانب أخرى سوف يتم تناولها من خلال مدرسة الشموليون التي تأتي ما بعد الفلسفة ، التي انتمي لها ، والشموليون هم الذين لديهم الإجابات التي كان يبحث عنها الفلاسفة. وقد سهل إيجاد هذه المدرسة هو تطور التقنيات المعرفية ، التي توفر الإجابات دون أي عناء او تعب . وهنا يأتي دورنا في توظف تلك الإجابات لخدمة المجتمع. فالغباء أصبح اليوم له نتائج كارثية ، فما عاد هو صفه خاصة في طبقة الجهلاء فاخذ يتسلل الى الطبقة الأكاديميين والمثقفين . وهذا ليس ضرب من الخيال او مجرد هلوسة ، انما هي استقراء للأحداث التي حولنا في الحياة اليومية والفشل المتراكم في أدارة الحياة في الشكل الصحيح . وكل هذا بسبب الغباء الجديد في شرائح المجتمع . والمفهوم الجديد عبارة عن : (( ان كل شخص تتوفر له كل المقومات والسبل لخلق الابداع ويتحول الى نموذج مقلد لمن سبقه فهذا هو الغباء الجديد )) . ونرى اليوم الكثير من تلك النماذج التي لها تحصيل علمي او منصب اداري ، ولا يكون مبتكر ، وقد حول الامر من مكان لصناعة ابداع الى مكان يتقاضى فيه راتب يساعده للعيش . وهذه الحالة تساهم في خلق ارتباك في مفاصل الحياة ، وقد يتحول بمرور الزمن الى عائق يمنع كل فكرة تحمل الابداع والابتكار ، وهذا بسبب تجسد صورة الغباء والفشل الذي يحمله . وقد اعتبر بعض الناس ان الغباء حالة مرضية هؤلاء هم الاغبياء من طبقة الاكاديميين فنرى اليوم لا بتكارات ، ولا اختراعات ، ولا حتى أفكار جديدة ، سوى التمسك بما وصل له من خلال الحفظ الاعمى دون فهم او استيعاب . وقد انتشرت هذه الحالة من خلال ما يسمى في مصطلح التكنقراط ، وهذا المصطلح الذي كان محصور في الساحة الاكاديمية . ولكن اليوم خرجت هذه الفكرة الى التطبيق في مؤسسات الدولة والشارع العام ، وهناك محولات تكاد ان تكون خجولة في كسر طوق الغباء بينهم ، ولكن يكون هناك هجوم منظم من خلال عدم التعادي على الآراء التي سبقت ، من خلال كلمة ( من تكون انت لتاتي بالجديد وتعدل على ما تعارف عليه الناس ) . وهنا يكمن سر مفهوم فكرة الغباء التمسك بالمسلمات، وعدم إعطاء مساحة للفكر الإبداعي ، في إيجاد نظريات تخالف ما هم عليه. وذلك بسبب ان أي فكرة جديدة تحمل ابداع هي محاولة كشف المستور ، وتعريت الدماغ ، وتكشف مدى الغباء في شخصية من يدعي انهم اذكياء . وذلك النماذج أصبحت ظاهرة على قدر واسع من الشرائح الاكاديمية والمثقفين أيضا ، وليس هي على مستوى العلمي فقط ، حتى في الحياة اليومية . وهي حالة شاذة فكل ما يثبت ان العقل البشري بدأ بالضمور بسبب التقليد هي مرفوضة ، وفي بعض الأحيان تعتبر جريمة . وقد يكون هذا بداية الانهيار الفكري اذا ما كان قد انهار بالفعل ، وتحول الانسان يتميز في المقاعد الدراسية ليس لخدمة العلم ، انما للحصول على دخل اعلى للعيش فقط . وكل هذا واكثر في ايقونة الغباء اليوم فالطموح ممنوع ، والجديد ممنوع ، وتصحيح ما كان قبلنا ممنوع ، والفنون اصبح من ظواهر التفاهة . وهنا يجب على المجتمع تصحيح الخلل من خلال تقبل الجديد اذا ما خضع لمنظور المنطق والعقل ((المتحرر)) واضعها بين قوسين ، لان العقول أمست اليوم مغلقة على الإرث التاريخي والعلمي ، واصبح كل ما نتحدث به اليوم هو ما كنا عليه من تقدم في العلوم . وقد تكون ثورة الفكر هي احد الحلول للخروج من حالة الغباء ولكن أي من الثورات في العالم تحتاج لأراده حقيقية لتغير الواقع . لا تحت فكرة انا ومن بعدي الطوفان .
ابعد الله عنا وعنكم الغباء والاغبياء
     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...