حرف الشين ورقم ثلاثة ونكبات والموصل
تحت عنوان
لماذا تضرب الموصل
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
لمن لا يعرف
ان الموصل مرت بنكبتين في العصر الحديث وكان هناك أوجه شبه بينهم الا وهو حرف
الشين ورقم ثلاثة الأولى كانت ما يعرف بثورة الشواف عام 1959 وكانت أيام فوضى
وغياب القانون وقتل وتسليب وسرقة وكل أنواع الانتقاص من الإنسانية وكانت عدد تلك
الأيام ثلاثين يوم من المعاناة التي قاستها الناس والثانية كانت سنوات داعش
والاعوام الثلاثة وهي كانت اكثر فتك من الأولى لأنها على نطاق واسع من التدمير وهنا
يكون السؤال لماذا الموصل وهنا يجب ان نعود على التكوين الايدلوجية للمدينة ففي
المرحلة الأولى كان الهدف ضرب المفهوم الوطني والقومي التي كانت تتميز به المدينة
حيث كانت مهد للعمل السياسي والفكري الناضج وان ضرب تلك المفاهيم من الضروريات تلك
الفترة حيث كانت الجموع القادمة من بغداد هي بمثابة شرارة صراع دموي مدمر الهدف
منه ضرب العمل السياسي وترهيب البشر من مزاولته او حتى الحديث فيه وهنا كانت صور
من الدمار للمدينة في ذلك الوقت حتى وصل الامر كانت هناك عمليات قتل وسحل في شوارع
الموصل ومضت الأيام ومازال لحد الان هناك من يحتفظ بذاكرته صور من تلك الأيام ،
ومرت السنون والمدينة مازالت حجر الزاوية للدولة العراقية ما بعد تلك الفترة وهي
كانت ومازالت مدينة محافظة من الطراز الأول على المستوى العراق وكان يجب ضرب هذه
الفكرة وقد كانت هي المدينة الأقل ضرر من المدن العراقية خلال فترة اسقاط النظام
السابق وهنا كان يجب على أعوان الشيطان التفكير بطريقة لكسر تلك النظرية وإدخال
المدينة في نفق مظلم وقد كانت الجماعات التي لها ايدلوجية الدين هي الفخ الذي كان
لمدينة الموصل حيث كان هناك بما يعرف بالتثقيف لتلك الجماعات من خلال الطابور
الخامس أي ابواق داعش في المدينة من خلال بث دعاية مغرضه ان تلك الجماعات تحمل نفس
الايدلوجية في التحفظ في بعض المسائل التي يشترك فيها كل المسلمون على وجه الأرض
وبعدها كان من مصلحة الساسة في ابقى الوضع مرتبك في المدينة من ما ساهم في إيجاد
أرضية لهم وقد كان لهم هذا فقد شهدت الموصل أيام هي اقرب للفوضى حيث كان النهار
للحكومة والليل للجماعات المسلحة وفي أحيان كثيرة كان الليل والنهار لهم حيث كان
الرجل يقتل على مرمى ومسمع الجميع وعندما كان احد يسال كانت هناك إجابة مثالية
يقتنع بها اهل الموصل على ان الرجل خرج على حدود الله وهذا كان مثار شك عند
المجتمع الموصلي وكل هذا كان بمثابة مقدمة للفخ الكبير حيث وجد التنظيم الإرهابي
شبه مريدين لهذا الفكر ولقد ساهمت الحكومة العراقية ذلك الوقت بشكل مباشر في تقديم
الدعم لهؤلاء في بث روح الخوف في الشارع العام الموصلي وهناك حقيقة ان ضرب مدينة الموصل
في مسالة التحفظ كانت ضرورية لبعض الأطراف السياسية لإخراج المدينة من اللعبة
السياسية لانهم على دراية تامة ان الثقافة والشخصية الموصلية هي موئلها لمسك زمان
السلطة بشكل مثالي ، لم تتوفر بها من خصائص اجتماعية تتعلق في التربية الموصلية
فكان فخ الدين الذي سقط به الكثير من الشباب ظن منهم انه الدين الحق . ولكن من
ساهم في ما جرى كان قد عرف الموصل وأهلها وعلم ان المدينة يجب ان يكون لها فخ يحمل
نفس لون الذي يسود المدينة الا هو الدين والتحفظ وحدث ما حدث ولكن الغريب وجه
الشبه بين المرحلة الأولى والثانية الا وهي حرف الشين والرقم ثلاثة فالأولى كانت
تعرف بالشواف وهي ثلاثين أيام والثانية
داعش ومدتها ثلاث سنوات أي ان هناك شيء يجب على الموصلي ادراكه الأول ان حرف الشين
له ثلاث نقاط والرقم ثلاث له ثلاث رؤوس ومضى على المدينة اثنان فماذا عن الثالثة
هي ليست قضية تتطير ولكن هي قراءة لحدث مر علينا ويجب الاستفادة من الدروس والعبر
لعدم الوقوع في فخ اخر او نكبة جديدة من خلال بث الوعي الثقافي لسكان المدينة
والوقوف على ما يجري وما يخطط لها في عتمة الليل ... حمه الله الموصل وأهلها
والله ولي
التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق