الدراما التلفزيونية
تحت شعار
تجميل صورة المسيء
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
الدراما نوع
من أنواع الفن الملتزم عندما وجد انا ذاك ولكن هناك ظاهرة قد برزت في أواخر الثمانينات
من القرن الماضي الا وهي تحسن صورة السلوك السيء في المجتمع وبدأت في مسلسل (رافت
الهجان) في التلفزيون المصري حيث كان العمل تلميع شخصية الجاسوس بعيد عن القيم
المكتسبة من القيم الفاضلة وقد تضمن العمل ايحاء خطير من نوعه الا هو ان الجاسوس
بطل لا يقل عن الذين هم على ساتر الموت وفي هذا هدف هو تعميق العمل مع الدولة أي عمل
استخباراتي هو قيمة عليا وهو يصب في خدمة أعوان النظام في وقتها ومرت فترة ظهرت أيضا
في الدراما العراقية مسلسل (عالم الست وهيبة) وبراز شخصية الشاب المنحرف المتمثلة
في (مهدي) والعمل على تحسين صورة الانحراف الأخلاقي وإظهار الشخصية بدور البطل
وهذا يعتبر تسقيط للالتزام في المجتمع وهذه خطوات مدروسة في جز نبض الراي العام لما
هو قادم وقد تحقق المراد من الهدف ومرت الأيام وجاء ما يعرف بالدراما المكسيكية
وقضية ادخال مفاهيم الحب الغريزي واسقاط نظرية الحب العذري وإدخال الجسد في تلك
النظرية كأداة رئيسية في الحب وهذا أيضا نوع من أنواع التقسيط وفي هذا الأيام دخلت
الدراما التركية بمفهوم العامية الشعبية (جللت وغطت) في طرحها للقضايا التي
يتناولها العمل الدرامي من خلال السياق الدرامي للعمل من خلال عمل شهير الا وهو (
الحب الممنوع) وهي مسلسل بالمقياس الخلقية كارثة والمشكلة الحقيقية ان هذا الشبح
المرعب يتجوز كل الجدران للوصول للعقل من خلال التلفزيون وليس هذا هو من باب الطعن
بذلك الجهاز والله يشهد ولكن هي قضية تسلط الضوء على ممارسات مشبوها لبعض كتاب
الدراما وحتى انتقلت العدوى للدراما المصرية في يومنا هذا في ابراز الشخصيات
العشوائية على انها ابطال كالتي نقرأ عنها مثال (حسن الزئبق العربي و ربن هود الإنكليزي)
وغيرهم الكثير وكل هؤلاء عبارة عن لصوص لا اكثر ولكن ابراز تلك الشخصيات هي نوع من
أداة نشر الرذيلة المقنعة حيث ظهرت في الآونة الأخيرة شخصيات عشوائية جسدها الفنان
(محمد رمضان) هي بالأصل يقال عنه في العامية المصرية بلطجي وبالعامية العراقية
شقاوة وبالعامية السورية ازعر وكل هذه المصطلحات هي معنى واحد وهي الوقح والغريب
في الامر تحقق تلك الاعمال نجاحات تجعل لها تبرير للبقاء وهذا نوع من الاسفاف لأسقاط
المجتمعات العربية في فخ الفوضى التي هي عليه الان نحن ولكن هل السبب ان المجتمعات
العربية عاجزة عن ابراز الشخصيات الملتزمة وما هو الهدف من كل هذا تبقى الإجابة مفتوحة
................
والله ولي
التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق