السبت، 1 أبريل 2017

يوميات رجل استحلى الكذب

يوميات رجل استحلى الكذب

قصيدة للبارون الأخير // محمود صلاح الدين

فشلتُ

لأنني يومًا كذبتُ،

يومًا قلتُ: إني سأعتلي القمر،

وسأقيمُ مخيمَ اللاجئين

هناكَ... على سطحِ القمر.

 

لأنني كذبتُ، فشلتُ

في حبِّ امرأةٍ

حينَ قلتُ لها:

"أنتِ الوحيدةُ في دَفاتري"،

وأنا لا أملكُ دفترًا.

 

لأنني كذبتُ، فشلتُ

فلم يعدْ لي مأوى،

ولا حتى جدارٌ واحدٌ

يقي حرَّ الشمسِ.

 

لأنني كذبتُ، فشلتُ

واحترقتْ مدينتي

حينَ أعلنتُ أنّها

من أعوانِ الشيطان!

وأطفالٌ تملأُ الشوارعَ

لا ظلَّ لهم،

لا صوتَ لهم،

وبصمتِ الجميعِ...

الموتُ لهم.

 

لأنني كذبتُ، فشلتُ

في جمعِ الأساطير،

وفي كتابةِ بيتٍ

من الشعرِ العمودي.

وحينَ نويتُ...

قال لي أحدُهم: "طِرْ!"

 

لأنني كذبتُ، فشلتُ

أنْ أنظّمَ حلقةً للدرويشِ

يذكرُ فيها اسمَ الله،

أو أكتبَ قصيدةً

بطريقةِ الماغوطِ،

أو أستحضرَ روحًا

كانت لجبران...

للكتابةِ.

 

لأنني كذبتُ، فشلتُ

أنْ أصنعَ من أحرفي

خبزًا للجائعين،

أو خيامًا إيواءً

للفارّين منَ القَدَر.

أو ابتسامةً للأطفالِ

بعدَ بكاءٍ طويلٍ.

 

لأنني كذبتُ، فشلتُ

وبهذا أعلنُ أنني لستُ نبيًّا،

وسأكتبُ اليومَ قصيدةً

أفضحُ فيها الأكاذيب.

 

لأنني كذبتُ، فشلتُ

حتى في كتابةِ القصيدةِ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...