الوطن
تحت عنوان
دكان بكو
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
في الآونة الأخير تحول الوطن لمحل لبيع السلع التي لا تصلح للبيع
ومنها المواطنة والانتماء وهذه أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل واسع وتحول الوطن لواقع
افتراضي عن دكان يحتوي على عدد كبير من اللوحات الاعلانية للبيع وكتب عليه يوجد
لدينا امانة ويوجد انتماء وإخلاص وحب الوطن ويوجد في نهاية هذا المحل الافتراضي
لوحة صغيرة لا تكاد ان تنظر مكتوب عليها لا يوجد صدق وبهذا يكون لا يوجد لدينا صدق
وبهذا يتلاشى كل شيء ويتحول الى كذبه كبيرة لا ارض لها على الواقع ومن هنا يتحول
الى جحيم ومن هنا يأخذ الوطن لقب ((دكان بكو)) وهو بالأصل مصطلح يستخدم بالعراق
وسورية ويقصد بها الدكان الذي لا يبيع شيء وسيطرة المتخلفين زمام الأمور زاد في
الطين باله وزاد الثقل على المواطن من الناحية المعيشية والحياتية وهذا لا يخص بلد
معين فكل البلدان النامية وعلى راسها دول الشرق الأوسط التي تعاني من الأنظمة المستبدة
التي تلبس القناع الديمقراطي وتقوم في فرض القيود على المواطن البسيط وقد ظهرت في
الأيطار الديمقراطي طبقية جديدة اكثر سوء من الأنظمة التي رسمت تقسيم الناس وهو
طبقة المتعلمين واحتكارهم ثروات البلد بحجة انهم الاحق في العيش وفرص المعيشة وهذا
غير صحيح فالغبي والذي فشل في التعليم لا يجب ان يحكم عليه بالموت او تهان كرامته
وهذه حقيقة وللأسف فالكثير منا عندما يكون قد اكمل دراسته او حصل على منصب يظن
نفسه الاحق في العيش وفرص العمل في بلد يقال عنه انه ملك الجميع وقد كانت هذه
الكذبة تردد علينا منذ القرن الماضي وهي شعارات زمن الكذب ولقد كان لها الأثر في
تمرير كذبة الوطن المزعوم ووطن اليوم الذي نتحدث عنه طماع يأخذ منا كل شيء ولا
يعطي شيء يذكر يأخذ الدماء والسنوات التي
تذهب بدون أي جدوى والحب كما نعرف عنه عطاء متبادل اما حب الأوطان في هذا الزمان
لا يرتقي الى مستوى الحب ولكن حوله الانتهازيون الى طماع يأخذ منا الدماء بلا
مقابل وسوف يغضب البعض من هذا وهذه الكلمات ليس لزمن معين ولكن لم نرى فترى كان
فيها الوطن معطاء وهنا يأتي دور الثقافة العامة التي تبني الأوطان وهي حق الجميع
في العيش بشكل عادل دون التفريق لا على أساس عرقي او ديني او حتى تحصيل دراسي وجعل
المجتمعات حلبة صراع يأخذ بها القوي كل شيء من الحلقة الأضعف وينتج هذا من الطرف الأضعف
شخص ناقم او حاقد على الوطن بسبب تلك التصرفات التي لا تنتمي الى العقل ولا تحمل أي
نوع من الاخلاق ولقد كانت هناك نتائج كارثية لتلك الممارسات ومنها تلك الفئات
المنحرف التي ساهمت في تخريب الأوطان ولتجنب تلك الولادة لهذه الأنواع من الشرائح
يجب تحكيم العقل وتغليب الإنسانية على كل المصطلحات التي تحمل طابع شخصي وعندما
يكون هذا يكون العالم هو جنة الله الافتراضية على الأرض لكن حدوث هذا في الوقت
الحاضر هو ضرب من المستحيل بسبب تشبع العقل البشري في المكتسبات الانية والشخصية
وهنا يجب الاهتمام بالطفل الذي اصبح يعاني اليوم من الفقر والتشرد والتفكك الاسري
وهذا ما يصعب علينا بناء مجتمع بشكل صحيح وهنا اريد ان اختم ما بدأت بقول الله تعالى
((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ))
صدق الله العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق