الأحد، 24 مارس 2019

مقال


العبارة والموت
تحت عنوان
نبوءة جدتي

بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
(الموصل غريق وبغداد حريق) كلمات كانت جدتي قالتها ونحن صغار وكنت أتساءل وقتها ما الذي سياتي بالماء لمدينة الموصل ليغرقها ونحن لسنا على ساحل ولا منطقة منخفضه وبعد سنوات كان بناء سد الموصل ادركت وقتها ان ما كانت تردد جدتي سوف يكون حقيقة بعدما كثر الحديث عن التهديد بوقوع كارثة بانهيار السد والحقيقة مشكلة الموصل ليست غرق عبارة في حادث مؤسف ولكن هو حوت الفساد الذي اشتاح البلد ومزق النسيج الوطني وكان السبب في الحروب الداخلية والكوارث وذلك الحوت الأزرق محافظ نينوى الذي استبد في السلطة وفعل ما فعل ولكن كل هذا نتيجة عدم بناء مؤسسات بشكل صحيح على الصعيد الأمني والإداري ومن تلك الممارسات الغير صحيحة بناء الدولة على أسس مذهبية وطائفية وقومية التي ساهمت كل واحدة منهم في شق الصف الوطني والفاجعة الأخير ليست هي الأسواء في ما حدث وسوف يحدث وقد كان للتدخل الخارجية الأثر الكبير في ما حصل في فترة ما بعد سقوط النظام السابق لسبب بسيط جدا هو ضعف الشخصيات التي تناوبت على السلطة وقد يكون هناك احداث اسوء من ما كان اذا ما ستمر الحال على ما هو عليه ولكن للخروج من هذا النفق وبحيرة الدم الذي سقط العراق بها وهنا يجب إيجاد أرضية وطنية حقيقة خالية من الشوائب والشخصيات الهجينة والتابعة لدول إقليمية وغير إقليمية وهذه الكلمات ليست تحريضية ولا دعوة لقلب نظام الحكم ولكن هي وضع النقاط على الحروف ووضع التعريف المناسب لكلمة وطن ومواطن وفي الفترة الأخيرة شهد العراق ظاهرة غريبة من نوعها وهي انعدام الانتماء او حتى الشعور به وعندما يكون هناك هذا النوع من التعريف سيكون الحل لكل الكوارث التي نعاني منها وتجنب ما هو قادم وهناك صور عديدة مشتركة يعاني منها المواطن من الشمال الى اقصى الجنوب فبينما ابن البصرة يعاني من سوء الخدمات وانعدام الوضع الصحي يعاني ابن الموصل من الوضع السيء وهو ليس احسن حال من ابن الرمادي او العمارة او بابل وكل هذا بسبب تولي السلطة شخصيات تفتقر الى التمرس المهني والإداري لإدارة مؤسسات الدولة فالفساد في العراق له لقب واحد لا غير هو الحوت الأزرق هو كالمرض الخبيث ينتشر فما من احد يتولى منصب في زمام السلطة يكون صورة لذلك الوحش الذي ينهش في جسد الوطن الجريح ولكن هناك من يقارن بين النظام السابق والنظام الحالي ولكن هذه مقارنة ترتقي الى مستوى التخلف الفكري لدى المواطن العراقي فالفرق الوحيد بين الاثنين وجود الاعلام التقني ففي فترة النظام السابق كان هناك ما يسمى بالتعتيم الإعلامي لكن الممارسات التي كان يعاني منها المواطن اليوم هي ذاتها من ترهيب وقتل وتهجير وليس هذا في صلب الموضوع ولكن اليوم يجب تكسير الأقنعة عن الوجوه التي ساهمت ومازالت تساهم في رسم المعاناة للمواطن العراقي والغريب عن منذ بداية قرن العشرين فتح متجر لبيع الشعرات المزيفة والمزايدة عليه وتعميق الجراح التي كانت للمواطن في رسم قناع المثالية لشخوص هي ابعد ما يكون عنها فالمشكلة وباختصار تتضمن ان لا وجود ايدلوجية صحيحة لمفهوم المواطنة لدى المواطن العراقي وليست المشكلة بمن يتولى نظام الحكم ولو وجد هذا سوف يكون النظام مثالي ولو تولى امر هذا البلد غانية او بائعة هوى كما يقال ولكن لو استمر هذا لفترة أطول سوف تتحقق نبؤه جدتي لا سامح الله .
حفظ الله العراق وأهله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقال

  دولة المولدات تحت عنوان أثنا عشر الا ربع بقلم البارون الاخير / محمود صلاح الدين أثنا عشر الف الا ربع   ...   يسمى ربع دينار اصغر ع...