مسرح مصر
تحت عنوان
ما بين الكوميديا
والاسفاف
بقلم البارون الأخير /
محمود صلاح الدين
في عام 2014 كان العرض الأول للفنان اشرف عبد الباقي ومجموعة من
الشباب في فكرة مسرح تجاري بعد مشوار طويل لتاريخ المسرح المصري في سلسلة عروض
رائعة وقد كانت هناك اعمال استمرت لمدة أعوام طويلة بنجاح مستمر يصل فيها العرض
لمدة ثمان سنوات واليوم نرى ان ذلك التاريخ في خطر والحق يقال لا احد يكون متقصد
في مفهوم التحول للمسرح التجاري لان ما يحدث للفن والفنون يخضع أيضا للأوضاع الاقتصادية
والسياسية والمجموعة من هؤلاء الشباب هم مميزون والبعض منهم يملك طاقات جبارة في
فن الكوميدية منهم علي ربيع وغيره الكثير ولكن يبقى مسالة توظيف تلك الطاقات في
الأيطار الصحيح ومنها تلك النصوص الهزيلة التي يتم تناولها في تلك العروض وكاد
اجزم انه نصف العرض هو ارتجالي وخورج عن النص وهذا غير مستحب في عالم المسرح وهذا أيضا
من تلك المفاهيم المطروحة من خلال العروض أيضا تعيش أزمة من حالة التشتت العبثي والدائرة
المغلقة ولكن لو عدنا للوراء نرى ان فن المسرح هو يعتبر من الفنون القديمة حيث كان
للحضارات القديمة نصيب في المسرح ومنها المسرح الروماني وتلك العروض الدموية التي
كانت بعيد عن المفاهيم الإنسانية ولكن كان يسمى مسرح وليس هذا اصل الموضوع فالمسرح
له قوانين ونظام ويجب ان لا يكون هناك خروج عن هذا فمن تلك القوانين هي إدارة الكوميدية
بشكل هادف وانتقادي للظواهر الاجتماعية والسياسة على حد سوئ ويكون للنص المسرحي
قفزات على النص محسوبة بشكل حرفي لزرع الابتسامة التي تحمل الألم بجوانبها وان لا
يكون هناك اسفاف في طرح القضايا او تقليل من حجم القضايا واسقاط المطلوب من المضمون
وهنا يكون المسرح بمطالب تافها الى حد كبير ولم يكون المسرح المصري بهذا الحال من
السوء بعد ذلك العطاء وقد فشل اشرف عبد الباقي في إيجاد مدرسة جديدة في ديمومة
المشوار الفني على خشبة المسرح في الإخراج الفني لتلك العروض وكان الامر هو عبارة
عن (تهريج مهذب) ولهذا المصلح معنى ومدلول وهو التهريج الذي يكون على القواعد
الرسمية وهو مكتسب صفه رسميا أيضا وهناك أنواع من الوان المسرح تدخل تحت هذا
المصطلح وهو المسرح الاستعراضي في الدول العربية وكان هناك فشل اخر في تجنيد
المسرح لتبني قضايا تلامس الواقع للفرد في المجتمع وما يقدمه مسرح مصر اليوم لا
يمت لأصول ذلك الفن العريق وهو اليوم عبارة عن صور هزيلة لا اكثر وهي جريمة بحق
تلك المجموعة التي تقدم العروض وهنا يجب ان يكون هناك نقطة نظام في اصل الموضوع
لتصحيح المسار الذي لا يسيء فقط لتاريخ المسرح المصري ولكن هو كارثة بمعنى الكلمة
ف (نجيب الريحاني) هو من أصول عراقية موصلية هو واحد من مؤسسي المسرح المصري لم
يكن يعلم ان ما خطط له سوف يكون بهذا السوء الذي هو عليه اليوم وان هذه الكلمات
ليست معول للتحطيم انما هو وضع المسرح العريق على المسار الصريح وانا الان قد يكون
بما كتبت يأخذه البعض بصورة النقد الهدهم والله يشهد اننا بما نكتب نبتغي وضع اليد
على مواقع الخطأ ورسم صورة صحيحه لمفهوم الفن والثقافة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق