اللا نمطية
تحت عنوان
فكر البارون
بقلم البارون الأخير / محمود صلاح الدين
اللا نمطية ليست
فوضى كما يفهمها البعض للاسف ولكنها دعوة للخروج
من الإيقاع الرتيب للحياة بكافة تفاصيلها التي تسلل الروتين الى جميع مفاصلها وتحول الى جمود يقتل الابداع والحياة معا
كما ان اللانمطية ليست دعوة للتمرد والعصيان والفوضى
بل انها دعوة لاعادة ترتيب اوراق حياتنا بطريقة اكثر حياة وحرية وابداع
لذلك فمن الطبيعي
ان تواجه في كل ظهور لها بهجمات شرسة من عناكب
النمطية في العالم والذين يجدون فيها تهديدا لاركان بيتهم العنكبوتي الواهن
اللانمطية دعوة
للابداع والنمطية تخنق الابداع لذلك فالصراع بينهما حتمي منذ الازل الى الابد
بين دعوة للانفتاح
ودعوة للجمود
دعوة للحياة واخرى
للموت
ان اللانمطية مصطلح
فلسفي وحياتي قائم بذاته لايتمكن من الاخذ
بناصيته الا من امتلك ثقافة موسوعية انسانية موضوعية تمكنه من الثورة على النمطية وكسر تابوهاتها الساذجة
وخلق صيغ جديدة للحياة مفعمة بالحياة الحقيقية
ان هنالك شريحة لاباس بها من المؤمنين باللانمطية
من مثقفي مجتمعنا لكن للاسف تنقصهم الشجاعة ليعترفوا بعدم جدوى النمطية التي يقدسونها
زورا وبهتانا خوفا من تعرضهم لهجمة شرسة من قبل سدنة النمطية المؤيدين بجموع القطيع
ان اللانمطية تدعوك
الى خلق عوالمك بنفسك خارج قيود العوالم القديمة المهترئة
عالم من صنعك قلبا
وقالبا لاتكون فيه تابعا هزيلا لهذا او ذاك من اصنام النمطية الذين يصر سدنتهم في كل
عصر على توارث تقديسهم حتى ولواثبتت الدنيا بأسرها خطأ منهجهم
ان الانسان خطاء
وتلك واحدة من اهم ميزات تجدده وغنى تجربته
فهو ليس الة صماء
تعمل كبندول الساعة لاتقدم ثانية ولا تؤخرها
انه تجربة متجددة
معطاء على مر الدهور ومن اشد الجرائم بحق الفكر الانساني هو مايرتكبه دعاة النمطية
من دعوة لتوقف الحياة الابداعية للانسان عند فرد ما او فكرة معينة علما ان النصوص الدينية المقدسة تقطع بحقيقة التبدل
المستمر في فكر الانسان وتدعوه دوما للتفكر والتأمل واخذ العبر وتنهاه اشد النهي عن
الجمود والتحجر اللذين هما رديف الخطأ والموت برفضها للتقليد الاعمى واتباع الاقدمين
فقط لانهم اقدمين
والله ولي التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق