تحت عنوان (الفكر في خطر)
بقلم الشاعر البارون الأخير / محمود صلاح الدين
القلم ليس ذلك
الشيء الذي نكتب به الحرف انما هو ترجمة ما يجول في داخل العقل من أفكار واحاسيس
وغيره ولهذا القلم يجب ان يكون له قواعد يرتكز عليه فيه الكتابة لأخذ المسار
الصحيح في وضع قواعد الحياة السليمة ، وما نشهد اليوم من تغيب للفكر ودور العقل
ليس محض الصدفة انما هو مقصود لان المسالة تكمن في ان لو صلح الفكر لا مكان للسلاح ومن يصنعه وإيقاف تلك الشركات
العملاقة التي تتعاش على تجارة الدم وجمع الأموال في قطب واحد وتجويع البشرية والإطاحة
به من اجل اهداف اقل ما يقال عنه اهداف خبيثة وهناك بلدان عديدة تعاني الان من كل هذا ، وقد
شمل هذا كل جوانب الفكر في حركة التغيب
والتغريب واصبح المفكرون في هذا العالم ظاهرة وليس قاعدة فما عاد احد يبحث عن
كلمات تخاطب العقل وخباياه انما مخاطبة الغرائز التي هي نقيض العقل وليس هذا كل
الجوانب السيئة في الموضوع قد امتد الضرر الى العلاقات البشرية وهنا يجب تسليط
الضوء ما يسمى بشعر الشعبي وهو شعر (المنسف) كما يحلو لي ان اسميه هو مسخ انجبته
حركة تغيب الفكر وهو ثرثرة تتعدد مواضيعه بين مديح وغزل والمباهات تفتقر لأبسط
القواعد الأدبية الا وهي الهدف من الادب وهو وضع أسس للنهوض بالمجتمع من واقع مرير
انهكته الأوضاع الاقتصادية في عالم اليوم وهذا ما لا يعرفه الكثير من خريجي
الكليات والمعاهد وأصبحت الثقافة حصراً للتحصيل الشهادة للحصول على عمل وليس هنا
المشكلة ولكن تحجيم تنوع الثقافة اوصلنا لفرد كل ما يمتلك من ثقافة هو ما املى
عليه في الصف الدراسي
وهذا صنع شيء
يقال له مدعي الثقافة وللأسف عددهم كثير في العالم
أي عندما
تساله سؤال بسيط جدا يجيبك بشيء واحد فقط هذا خارج اختصاصي منذ متى كان شكسبير
ونجيب محفوظ والعقاد يحتاج الا ان ادخل كلية الآداب لمعرفتهم هنا يكمن الجهل
الحقيقي ومن ما زاد الطين باله ان التكنلوجية وفرت اسبب لدعم الجهل في العالم وهو
ما يعرف بالكتابة الصوتي أي لا يلزم منك
لكتابة شيء سوى تحريك الفم أي تغيب دور الايعاز العقلي وهنا الطعنه المميتة في
جثمان الفكر ، وهنا يأتي دور المثقف في ادراك السبل في ديمومة الفكر والقراء وان
الله لم يخلق شيء عبث حاشا لله والنهوض بالمجتمع للرقي واسكات ابواق العنف بمزمار
الثقافة الذي نفتقده هذه الايام .....
والله ولي التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق